المسرحية

44 12 0
                                    

كان موعد عرض مسرحية لأحد أهم الممثلين في مصر .. في أكبر مسرح في مصر في افتتاحه .. آخر ما تم إنجازه بحي الأحلام ليكون بذلك حي الأحلام قد صار حلماً حقيقياً .. لا ينقصه أي شيء عن حي يمكنك رسمه بخيالك
.
و في منتصف عرض المسرحية الكوميدية التافهة .. إنهم تافهون .. لا يستطيعون أن يجدوا السعادة و الإبتسامة رغم أموالهم و سلطتهم فيذهبون بها إلي المسرح ليضحكوا ... ليأتي أشخاص أو معاتيه .. يحاولون أن يكونوا حمقى أمام الجمهور قدر ما يمكن ليرسموا الإبتسامة علي تلك الوجوه التافهة التي تريد أن تبتسم و تضحك ... و يهبط مستوى الفن ليكون كوميدياً مجرداً تافهاً بدون قيمة أو معارضة أو أي شيء
دخلت و حييت الجمهور .. و الجمهور يُصفِق بشدة معتقدين أن هذا جزء من العرض .. دخلت بقناعي الذهبي الذي أعطاه لي العقيد
و بعد تحية الجمهور كان الممثلين في ثبات الأشجار لأنهم كانوا مهددين بالأسلحة .. و خرج من المسرح جيشي الصغير بالأقنعة الفضية يؤدون رقصة كرقصات الهنود .. كانت جميلة و جذبت إنتباه الجمهور و الكل كان مستمتع بالعرض و في نهاية الرقصة نزل رجالي من علي خشبة المسرح ليحيطو بالجمهور و انتهت الرقصة و الجميع يصفق
حملوا أسلحتهم من علي ظهورهم و وجهوها للجمهور ..
ولابد أن أذكر أنني كنت أرتدي بدلة أنيقة جداً .. ثم خلعت جاكيت البدلة .. البليزر .. ليظهر حول وسطي مسدسي و سكاكيني و قنابلي اليدوية .. أخرجت مسدسي و وجهته بإتجاه الممثلين و صوبت و ضربت .. نعم في القلب مباشرة فسقطو علي المسرح موتي .. و الجمهور مازال يعتقد أن هذا تمثيل ..
أخذت جهاز الميكروفون ( المايك ). من أحدهم و تنحنحت و تكلمت

" شكراً شكراً شكراً .. الجمهور العظيم .. أولاً آسف علي الخبر اللي هقوله ده .. بس أرجو منكم الهدوء الكامل .. لأن كل واحد من الشباب دول لابس حزام ناسف .. عشان تكون قوة الإنفجار كافية لتفجير كل سنتي في المكان ده .. أنا السفاح ، مش لابس زي السفاح مش باين عليا .. و كل ده حقيقي مش تمثيل "
أمسكت السكين و تقدمت إلي أحد الممثلين و الموتي و ذبحته حتي قطعت رأسه ..و الجمهور مشتعل بالصراخ و البكاء .. هناك من أغمي عليه و فقد وعيه .. و هناك من أخرج ما يوجد في بطنه الكامل .. الأمر مقرف جداً
رميت الرأس .. كأنني أشوطها بقدمي علي الجمهور و تكلمت

" مش عايز أي سنتي حركة .. اللي هيتحرك من مكانه هينضرب بالنار .. يا علية القوم
اللي هيحاول يكلم البوليس يكلمه .. التلفزيون بيصور دلوقتي و أنا بطالب بعربيتين نقل محملين كل واحدة عشرة طن دهب ..
و إلا هقتل واحد كل عشرين دقيقة
و أول واحد هو البيه .. الباشا الكبير سليم فؤاد الموجود بين الجمهور في أول صف تحية كبيرة يا جماعة "
فلم يستجيب أحد .. فثرخت فيهم
"تحية كبيرة .. صقفوا"
الجمهور طبعاً صفق حينها بشدة.. البنات و النساء يبكون بشدة .. و الكل يصفق كما طلبت
" باااس .. شكراً شكراً .. "
وأشرت لإثنين واقفين خلفي
هاتوو الباشا علي المسرح "
طبعاً كان بيهدد .. انت مش عارف أنا مين .. انت ميت ..
اتريقت و سخرت من كلامه بأصوات من فمي .. وتكلمت
" ولا كلمة .. الباشا كل الناس عارفاه .. سليم فؤاد .. الكينج يا جماعة .. قلعوه ملط " كان أمراً مباشراً لرجالي
طبعاً كان يصرخ و يحاول أن يمنعهم ولكن عند رؤيته  السكاكين و الأسلحة .. خاف و جبن  لكنه ثبت علي موقفه .. لكن بعد الضرب و خلع ملابسه بالقوة .. ربطوه بالحبال كالحيوانات

" دلوقتي مستعد تقولنا قصة الطفل المعاق سعيد الحظ سامح علاء محمد أخو سامي علاء محمد اللي اتشنق بأمرك برضو ... الطفل المعاق اللي أخدت كليته لأبنك "
.
" مش هتكلم يا كلب ، يا وسخ .. انت فاكر إيه يا حيوان يا.........
ركلته. بجذمتي .. " اتكلم عشان تعيش .. يلا سمع الجمهور و افتكر حتي لو العالم إنتهي .. مش هينتهي قبل ما أدبحك .. اشتري نفسك "
.
حطيت المايك علي فمه و تكلم
" أخدت كليته لابني عشان يعيش .. و لكن الدكتور اللي عمله العملية اتفق معايا و اتباع قلبه و كليته و كبده .. حتي قرنية عينه .... كله اتباع .. ماااااات ، ماااااااااات "
.
" زي ما انتو شايفين كدا .. قذارة .. تعرفو ، كل واحد في القاعة دي قذر زي الكلب ده بالظبط ..... بس ليكم عمر قصاد الفلوس
لكن ده لأ .. و دلوقتي هشرحلكم عملي طريقة عمل السفاح .. ليس لأصحاب القلوب الضعيفة "
و ذبحته كما أفعل مع كل ضحية.. و قطعت رأسه

....... علمت أنه من الصعوبة البالغة إختراق حصنه المحصن و كانت أمامي الفرصة .. فرصة خروجه من حصنه يبحث عن الضحك في المسرحية .. في رأس السنة .. عندما استطعت أن أطّلع علي أسماء الناس التي حجزت و اشترت تذاكر لأول مسرحية تقام في مسرح حي الأحلام في رأس السنة ..................
.
و بالطبع كان البوليس يحيط بالمسرح بالكامل .. و الطائرات تحوم حول المسرح .. مع كل هذا كان التلفزيون يقوم ببث مباشر من المسرح .. و الأمر كله تحت سيطرتي رغم ذلك

الفاسدونWhere stories live. Discover now