_1_

8K 581 93
                                    

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ENJOY ♥♥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لهثت بقوة وهي تمسح قطرات العرق المتجمعة على جبينها بملامح مشدودة ,  تأملت المكان حولها للحظات بطرف عينها قبل ان ترتخي عضلاتها المتشنجة و تجلس على الارض بإنهاك .
طبيعة المكان هنا كانت قد تغيرت عن شكلها السابق واصبحت اشبه بساحة حرب مهجورة بعد ان كانت بقعة دائمة الخضرة قبل بضعة ساعات, العديد من التجاويف محفورة في الارض مختلفة العمق والحجم,  صخور سوداء متكسرة الى نصفين و بعضها تفتت لاجزاء صغيرة , الاشجار التي تحيط بها شبه مهشمة ولم يتبقى منها سوى الجذور,  لا بأس ستنمو مجدداً.. يوماً ما.
لربما بالغت في التنفيس عن بركانها هذه المرة ,و هذا كان واضحاً من انفاسها التي بالكاد تلتقطها بسبب افراطها في التدريب ... مجدداً.
تمددت على الارض بهدوء وبقيت على حالتها تلك دون حراك كـتمثال رخام اصم,  حدقت في السماء بعينين شاردتين وتلك الغيوم الداكنة كانت تتسارع مع تيار الهواء البارد مبشرة بولادة خريفٍ جديد, الجو كان كئيباً بشكلٍ ما,  لكن ومع هذا كان يبعث بالرضا داخلها,   عقلها كان فارغاً من اي شيء الآن وهذا ما كانت تحتاجه ولو لبضع لحظات ... الاسترخاء.
الهواء الرطب المشبع برائحة التراب الشهية للانفاس كانت تغزو انفها وتجبرها على اخذ شهيق عميق لتملأ رئتيها بالأكسجين المنعش والسماء تزداد ظلمة مع تيارات الهواء القوية ....يبدو انها ستمطر اليوم.

/ هل نقوم بجولة أخرى?/
تحدثت ذئبتها داخلها بتعب متمنيةً ان ينتهي تدريب الجحيم هذا قريباً .

" لا.. يكفي تدريباً هذا اليوم لقد حل الظلام تقريباً وعلينا العودة للمنزل.... .كما انني جائعة ومعدتي بدأت بشتمي بالفعل"

قالت هذا وهي تفرك معدتها بيدها عندما اصدرت صوت قرقرة خفيفة مطالبة بالطعام.
استطاعت الشعور بارتياح زارا لانتهائها اخيراً, وهي بدورها لا تلومها ابداً,  تعرف ان اي شخص آخر كان ليفقد الوعي خلال دقائق معدودة من هذا التدريب,  وهي خلال السبع ساعات الماضية تحملت الكثير.
نهضت من على الارض تنفض ذرات الغبار العالقة بثيابها وصداع خفيف ضرب رأسها بسبب الوقوف المفاجئ,   شدت حمالات حقيبتها على كتف واحد وهمت بالرحيل .
رغم رغبتها في العودة الى المنزل الآن ودفن نفسها في السرير من الإرهاق إلا انها كرهت فكرة حتمية مقابلة وجوههم المثيرة للشؤم في طريقها للوصول الى الغرفة, لذا تجولت قليلاَ في الغابة تحاول التفريق بين اعشابٍ طبية واخرى سامة تعلمت عنها القليل في محاولة لا جدوى منها للماطلة ,  وكم رغبت بطيور السمان البدينة تلك محمصة بصلصة الطماطم الشهية و موضوعة على طبق كبير يكفي لعشرة اشخاص.
اكملت المسير ببطء نوعاً ما , عينيها كانت تتفحص كل شيء بحذر غريزي رغم معرفتها بكل انش من هذه الغابة كما تحفظ كف يدها.
لكن شيئاً ما لا تراه كل يوم اوقفها فجأة مصدومة في مكانها , عينيها توسعت بدهشة عندما لمحت رون في الارجاء وبرفقته.....فتاة?  وليست اي فتاة بل لوسيندا سومرز بشحمها ولحمها,  رائع.. رائع حقاً.
"لوسيندا سومرز" و "صوفيا كلون" وجهان لعملة واحدة , الجمال ذاته والانوثة ذاتها وحتى قصة الشعر ذاتها وبالطبع لا ننسى القذارة ذاتها , لاتنفك لحظة عن اختلاق المشاكل معها وفي بعض الاحيان ينتهي الامر بتحطيم وجهها , لكن العاهرة تتعافى و تعود اكثر جمالاً بعد بضع ساعات .

ROCKIAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن