ROCKIA

- 4 -

4 YEARS AGO

" لكن... لكن ستيفن انا هي رفيقتك ..توأم روحك كيف تقول هذا?

في غابة كثيفة الاشجار ذات الاوراق المبتلة , السماء داكنة مزيج من الرمادي الداكن و القليل من الابيض الباهت , تزمجر برعدٍ يصم الآذان بين الحين والآخر.
وقفت هناك بقدميها العاريتين,  ثيابها شبه ممزقة وملطخة بالطين بالكامل, ساقيها ترتجفان من البرد واسنانها تصتك من القهر اكثر من كونه بسبب الصقيع , لكن هذا لم يكن يهمها ذلك الوقت مايهمها هو ذلك الرجل المكتف يديه ,يقف امامها يطالعها باستحقار كأنها جرو قذر مبلل.

" رفيقتي?  حقاً ياإلهي ماذا فعلت لتبلوني سيدة القمر برفيقة دبقة وقبيحة مثلك,  افهمي هذا انا لا اريدك ياغبية لا اريد حتى تنفس الهواء الذي تتنفسينه حتى ذئبي يشمئز من قربك مني"

" ارجوك ... ارجوك ستيفن سأفعل اي شيء من اجلك,  فقط لا تفعل بي هذا ارجوك الامر ليس.. ليس بيدي انا ..ااحبك حتى من قبل ان تكون رفيقي سأحاول ..سأحاول ان اخفي هذا التشوه حتى لو تتطلب الامر مني ان ابيع دمي لساحرة. , ووو وسأغير من مظهري كما تشاء حتى تكون راضياَ,  نعم نعم فقط لكي تكون راضياً ارجوك "

صمت قليلاً كأنه يفكر بشيء ما , ابتسامة كريهة علت شفتيه,  لكن قلبها خفق بأمل ان يكون قلبه لان قليلاً.

" اممم ربما افكر في ابقائك بجانبي اذا .. حسناً لنرى ماذا لدينا هنا..  اذا لعقتي حذائي بلسانك الآن"

اتسعت عينيها بغير تصديق لما يقول,  يبتسم بكل دنائة وهو يمد رِجله للامام ينتظرها لتلعق حذائه كما طلب.

" هيا اريده نظيفاً تماماً كالمرآة,  حتى استطيع رؤية وجهك ينعكس عليه"

هل يمكن ان يكون هناك ماهو اكثر اذلالٍ من ذلك, ذلك الاذلال الذي يشعرك بأنك اقل قيمة من حشرة ميتة على الارض,  ورغم كل شيء واعني كل شيء بكرامتها المفتتة انحنت ببطء تحاول اقناع نفسها ان كل شيء سيكون بخير,  ستقوم بالامر ويكون راضياَ وتبقى برفقة من تحب.
اقتربت حتى كادت شفتيها المرتجفة تلامس حذائه لكن بلحظة واحدة لم تشعر الا بركلة قوية على فكها رمتها بضعة امتار للخلف,  نصف اسنانها تحطمت,  انفها و فمها ينزفان بغزارة و طنين قوي ضرب برأسها.

" يالهي هل حقاً كدت تلوثين حذائي بلعابكِ القذر,  تباً افضل العيش في الجحيم لمليون سنة على ان اراكي امامي للحظة واحدة,   اللعنة لما اضيع وقتي برؤيتك سأنتهي من هذا الهراء الآن ..... روكيا فولر ـــــ"

" لا ارجوك"

صرخة مدوية خرجت من اعماق روحها لادراكها ما سيفعله.

" انا ستيفن سومرز  ارفضك رسمياً كرفيقتي و ارفض وجودك في حياتي الآن ولآخر حياتي"

اغمضت عينيها بألم فضيع بسبب كسر الرابطة و كسر قلبها معه , الامر مؤلم كالجحيم كأنما سكاكين مشتعلة تمزقك من الداخل بوحشية ولا تقوى على ايقافها او تخفيف الالم ولو بمقدار ذرّة,  ذئبتها تعافر بيأسٍ كي لا تنتزع روحها الآن , بكت وبكت حتى كادت ان تعمى من الدموع,  فقط لو تعرف ...فقط لو تعرف الخطأ فيما فعلته,  لم تحقد على احد يوماً,  لم تؤذي احد يوماً , كلما اقتربت من احد تحاول المساعدة او حتى الاقتراب هكذا دون فعل شيء فقط تراقب , ينفر منها الجميع بعدوانية بالطبع بعد رميها بأسوأ الالفاظ الموجودة وحتى المبتكرة , ظنت ان اسوأ مافي هذا اليوم قد انتهى و حطمها بالفعل,  لكن تباً لظنها كم كان مخطأً.
عندما عادت الى المنزل كان الجميع ينظر اليها ولا يتوقفون عن الضحك,  الامر كان مريباً حتى بالنسبة لحالتها,  سرعان ما عرفت السبب عندما وقفت صوفيا امامها مباشرة تسد عليها الطريق , كالعادة ثياب اقرب الى ملابس داخلية ممزقة من ان تكون للتدريب,  يدها كانت على خصرها بينما تقف بطريقة معوجة .