- 15 -

3.3K 273 76
                                    

ربما لاتدرك هذا لكن مايفصل بين الموت و الحياة هو بالفعل حدٌّ ادقّ من الشعرة ، لا يهم كم تبدو قوياً لايهم كم تبدو صلباً ، فقلوبنا سلفاً اكثر هشاشةً من بتلات الازهار ، كل مايحتاجه الامر هو نَفَسٌ واحد و تتمزق .

اذاً مالذي يجعلنا صامدين هكذا ؟ مالذي يجعلنا موجودين كفاية للتأثير بالعالم من حولنا ؟ .. انه و ببساطة افئدة الأخرين التي تحتوينا .. تمنحنا الدفء وتحمينا .

لكن ... بالنسبة لروكيا فإن الدفء الوحيد الذي احتواها قبلاً قد تلاشى منذ امدٍ طويل مع جثمان روزالي المتيبس ، و حتى الفترة الاخيرة كانت وحيدة تماماً في مواجهة العالم .
انها واثقة ، قوية ، عنيدة ، و ذات كبرياء مقدس يجعلها مستعدةً لتشويه العالم بأسره في سبيل عدم المساس به ، لكن كل هذا .. عرضةً للانهيار في اي لحظة لانه حتى هي نفسها لم تكن تدرك كم .... كان قلبها ضعيفاً .

ENJOY

مالذي يعنيه هذا ؟

لو كان احدهم يمتلك رؤية بالاشعة السينية الآن ، لاستطاع رؤية العديد والعديد من المحركات تدور في رأس روكيا في هذه اللحظة خلف ملامح الاستغراب التي كانت واضحة حتى مع نصفٍ واحد من وجهها .
هذا ولأنه عند عتبة الباب كانت تقف خادمتين من هذا المكان ، ليست هذة نقطة الاستغراب ... لا ، بل النقطة هي انّ كلتاهما كانتا تمسكان بكلٍ من المخطوطة الجلدية و السكينين الفضيين ...

لماذا ؟؟؟

لإعادتهم إليها ، او هذا ماقالته ذات تسريحة الكعكة من المرة السابقة و التي هذه المرة لم يكن يُسمع حتى صوت نفَسٍ زائدٍ منها .

على الاقل لديها القليل من الاحترام 🤷‍♀️

اما الاخرى ... حسناً من ملامحها بإمكانها القول انها ستحجز موعداً شاغراً لتربيتها من جديد .

"الالفا امرنا بإعادتهم إليكي قبل ان يغادر "

"ما....."

لم تلحَق حتى ان تفكر برد قبل ان تندفعا الى الداخل و تضعا الاغراض على اقرب طاولة ثم خرجتا بلمح البصر كما لو كان الهواء مسموماً .

ثانية ... ثانيتين ....... عشرة ..

رمشت روكيا عدة مرات محاولةً استيعاب مايجري هنا .

حسناً ... هل ضرب شيمر رأسه بالحائط أخيراً واستعاد عقله ؟ كانت حرفياً تدمِّر جهازه العصبي لإعادتهم إليها حتى دمَّر اسنانها في النهاية .

رائع ! كانت محقة طوال الوقت ..... انه مصاب بجنون العظَمة مع انفصامٍ بالشخصية .

ROCKIAWhere stories live. Discover now