الفصل الثاني

715 27 25
                                    

مساءً ذهبت كلً من ايميلي و ديلايلا للتسوق، و رغم إصرار كايتلين عليهما أن لا تذهبا لشراء ما يُردن مثل بقية العامة، وأنه من المفترض أن يطلُبن ما يُردن وسيأتي لهن في أسرع وقت، إلا انهن قد خرجتا خلسة، فالفتاتان تكرهان تشبث عائلتهما بالتقاليد، و العادات القديمة التي اتبعتها كل سيدات العائلات المؤسسة.

كانت ديلايلا شخصية متمردة، لا يعجبها إتباع الأوامر والقوانين، تريد فقط أن تفعل ما تقرره هي لا غيرها، وقد اتخذت هذا الجانب من والدها، عكس والدتها تمامًا، والتي ترى أنها ضعيفة دائمًا أمام أوامر تلك العائلة، وتفعل والدتها ذلك لأنها تشعر ببعض النقصان من جهة أصل عائلتها، فهي ليست من عائلة ثرية أو مرموقة، بل من عائلة متوسطة الحال، ولقد احبها والد ديلايلا في شبابهما وتحدى الجميع وتزوجها، وبالطبع قد غضب عليه والده كثيرًا، ولكن ما إن سمع أنهما سينجبان طفلهما الاول، فقد أعادهما لرعايته ورعاية العائلة مرة اخرى، فبالطبع نيكولاس لن يترك حفيدًا له أن يتربى خارج منزله وحدود عائلته. عاش والدا ديلايلا بالفعل في القصر، وإعتاد الجميع من سكانه على وجود والدتها، وبالطبع حرصت كايتلين على تعليم ليلي كل شيء عن طريقة معاملتها مع الغير، أي كيف تكون فرد من عائلة والتر.

ولقد توفى والد ديلايلا وهي في الخامسة عشر من عمرها، ومن حينها وأصبحت مدللة الجد نيكولاس، فأراد الأخير ان يعوضها عن وجود والداها في حياتها، رغم تعصبه لبعض الأمور التي لا تحبها هي في معظم الأوقات.

-ديل، أنظري؟!

إنتزعتها إيميلي من أفكارها وأشارت لها على متجر مبني على طراز كلاسيكي، من خشب المهاوجني باللون البني المحروق، بينما يتوسط الحائط نوافذ زجاجية للعرض، وكان متجر للمجوهرات.

إقتربتا من إحدى نوافذ العرض، وأشارت إيميلي على أحد الخواتم بإعجاب شديد.

-لقد اطلقوا المجموعة الجديدة اخيرًا.

صرحت إيميلي عن ما دار في رأسها، فهي تعلم جيدًا أن هذه المجموعة خاصة بشركة من شركات عائلتها، فرمز العائلة مطبوع بشكل صغير على كل قطعة من القطع المعروضة.

-اذن! هاتفي رام ليرسل لكِ واحدًا.

عقدت إيميلي يديها على صدرها، و نظرت لديلايلا نظرة ساخرة قليلًا، فقلبت الأخيرة عينيها.

-سأهاتفه أنا.

قالت بسعادة بالغة، وأخرجت هاتفها، فسمعت إيميلي تتمتم.

-هذه حجة لمهاتفته.

وقلبت عينيها هي الاخرى، ولكن ديلايلا لم تبالي بها، فقد أخرجت لسانها بحركة طفولية، وانتبهت للهاتف. بعد الرنة الرابعة أجابها صوت عميق مألوف لأُذُنيها جيدًا.

-هل وقعتِ في المشاكل مرة أخرى؟

ضحكت بخفة على ما قال، فهي معظم حديثها معه، أو معظم مكالماتها معه لا تدل إلا على شيء واحد، ألا وهو أنها واقعة في مشكلة، وتريد مساعدته، حيث أن نيكولاس يحترم شخصية رامي كثيرًا.

أجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن