الفصل السادس عشر

178 17 6
                                    

-مرحبًا؟

ولكنه لم يكن صوت رامي، بل كان صوتًا أُنثويًا لم تعهده ديلايلا من قبل.

-مرحبًا، أين رامي؟

سألت ديلايلا بحاجبان معقودان بينما إنتظرت رد تلك المجهولة.

-إنه يأخذ حمامًا، ولكن، من أنتِ؟

-أمم.. لا أحد.

وما إن قالت ذلك حتى أغلقت الهاتف، وألقت به على الأريكة الخشبية بجانبها. شعرت ديلايلا بحرقة في حلقها بينما سريعًا إمتلئت عيناها بالدموع، مسحتها بعنف حتى لا تسمح لها بالنزول، ولكن، خانتها بعض القطرات، وتدحرجت على وجنتيها.
إستمر بكاءها لفترة من الوقت، ولكنها توقفت في النهاية وهمست مُتسائلة من بين أنفاسها المتقطعة:

-لماذا أبكي! فاليفعل ما يشاء.

ولكنها ما أن أخرجت تلك الكلمات حتى تجمعت الدموع بداخل عيناها مجددًا.
بعد عدة دقائق، وكانت قد تأكدت أنها تريد أن تتحدث مع أحدهم وإلا ستنهار في أي لحظة بسبب مشاعر غريبة تشعر بها، وهي حتى لا تعرف مُسببها، ولكنها تراجعت عن ذلك لأنها تذكرت أن صديقاها المقربان نائمان في هذه اللحظة.
وقعت عيناها على الشرفة التي بجانبها فتنهدت تنهيدة خرجت متهدجة، وخرجت من الشرفة، ومن غرفتها تمامًا. إقتربت من غرفة ديلان، وبينما كانت على وشك الطرق على باب غرفته، وجدته قد قام بفتحه في نفس اللحظة، توقف الإثنان للحظات في صمت.

جمعت ديلايلا خصلات شعرها الهاربة خلف أذنها، وتحدثت ببعض الإرتباك:

-هل من الممكن أن نتحدث قليلًا؟

نزل الإثنان بعد موافقة ديلان إلى حديقة القصر بناءً على رغبة ديلايلا التي أرادت أن تستنشق بعض الهواء النقي، سار الإثنان، وجلسا على مقعد خشبي في وسط حديقة من الحدائق المحيطة بالمكان.

-هل لديك أصدقاء غير أودولف؟

قررت ديلايلا أن تتحدث في شيء ربما يُذهب تفكيرها السلبي، والذي يتغذى على بأسها كلما غرقت فيه.

-لا.

أجاب ديلان بإختصار، وفي نفس الوقت كان متعجبًا من إهتمام ديلايلا المفاجئ لحياته الشخصية في وقت كهذا!

-هل لديك إخوة؟

-أخ، فقط.

مرة أخرى، أجاب ديلان بإختصار منتظرًا أن يفهم ماذا تريد هي بالضبط. عندما وجدت أنه ربما هذه المحادثة لن تأتي بنفع عليه أو عليها فقد قررت أن تعود لغرفتها، فهي مَن أجبرته أن يخرج من غرفته في هذه الساعة المتأخرة، وعلى الأرجح كان يجب أن يخلد للنوم.
قبل أن تتمكن من إخباره بهذا أدرك ديلان حقيقة مايحدث، يبدو أنها تشعر بالوحدة ولأن أصدقاؤها نائمون فقد قررت أن تذهب للتحدث معه بدلًا عنهم، وهو حقًا لا يعرف هل يشعر بالإطراء أم الإذدراء، ولكنه قرر أن يقوم بملء فراغها اليوم، فهو يعرف جيدًا شعور الوحدة وكيف تؤثر على صاحبها.

أجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن