الفصل الرابع والثلاثين

78 6 4
                                    

جمع نيكولاس كبار العائلات المؤسسة، وذوي المناصب الحساسة في البلاد هذا الصباح حتى يتناقش معهم في أمر مهم جدًا، أو إن أردنا الدقة فديلان هو من كان يريد أن يتحدث معهم، وربما يخبرهم ببعض التعليمات التي يجب أن يتبعوها من اليوم!

تجهز كلً من أودولف وديلايلا عندما أخبرهما جدهما أنهما سينضمان للجميع في هذا الإجتماع، إيميلي أيضًا ستفعل.
أحست ديلايلا بالسعادة لأن جدها قد بدأ يعترف بهم أخيرًا كأشخاص ناضجين ويمكن أن يتحملوا المسؤولية، ولكن هذا لم يعجب إيميلي وأودولف كثيرًا، فقد كانا قلقين من ذلك.

وبالفعل كان قد وصل إلى القصر العديد من الشخصيات، بمن فيهم رئيس البلاد نفسه، وكانت وجوه الجميع تحمل الكثير من القلق وربما الخوف من ما سيحدث. وصل رامي في تلك اللحظة، وما أن فعل ذلك حتى قرر مهاتفة ديلايلا ليخبرها بوصوله وبعدها بدقائق بسيطة وجدها أمامه بإبتسامة واسعة، ولم يستطع إلا أن يبادلها الإبتسام.
ضمها رامي إليه وأغمض عينيه في ثوانٍ في شوق، ثم فتحهما لينظر لذلك الواقف في مواجهته على بعد، كان ديلان ينظر مباشرةً تجاههما، وهذا ما شجع رامي في أن ينظر له في تحدي، وبعض الإستهزاء.

وقد أحس رامي بإطمئنان غير مكتمل عندما شعر أنه ربما هناك أمل في علاقة عاطفية مع ديلايلا، وعدم إكتمال ذلك الأمل ينبع من قلقه لأن ديلان قريبًا منها بطريقة لا تعجبه. يكاد رامي يجزم أن ديلان ورغم كل تلك السنوات، أنه مازال يكن مشاعر الحب لديلايلا، ولن يسمح له أن يصل ابدًا لما يريد.

-سأحضر معكم الإجتماع.

قالت ديلايلا بسعادة بالغة عندما إبتعد كلاهما. ربت رامي على رأسها لتبعد يده بإنزعاج وهي تتأفف:

-لستُ طفلة.

فعلها رامي مرة أخرى بإبتسامة كبيرة ليزعجها أكثر، ويرى ملامح وجهها التي يحب، في كل حالاتها، حتى عندما تكرمش أنفها في إنزعاج عندما يفعل شيء لا تحبه، كما تفعل الآن.

-لماذا ينظرن إليك هكذا؟!

نظر لها رامي في إستغراب لسؤالها المفاجئ، وإنتقلت عينيه إلى ما تنظر، فقد كانت هناك ثلاثة سيدات، واحدة تكون أخت سفير البلاد في إيطاليا، والأخرى تكون نائب وزير التعليم، والأخرى كانت إبنة قائد كبير في المخابرات الحربية.
كن ينظرن تجاه رامي وديلايلا ثم يعدن للتحدث بين إحداهن الأخرى.

نظف رامي حلقه سريعًا وبدا شيء من الإرتباك باديًا عليه، وهذا الأخير يظهر عليه فقط عندما يكون معها، وهي على وشك إكتشاف شيء يحاول أن يبعدها عن معرفته.

-لا أعرفهم.

رفعت ديلايلا حاجبًا في تعجب من إجابته التي بدت غبية بعض الشيء، فهي تعرف أنه يعرف كل الشخصيات المهمة في البلاد، وطبعًا لن يخفى عنه هؤلاء النسوة.
ولكنها أدركت أنهُ يحاول أن يخبئ شيئًا ما عنها.

أجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن