الفصل الخامس والثلاثين

81 5 7
                                    

ظلت ديلايلا طوال الليل تفكر، وتفكر، فهي تريد ان تحدد وبحسم ما تشعر به تجاه رامي فهي تشعر مؤخرًا انها تتصرف معه بطريقة غريبة كما لو كانت تحبه او ما شابه ذلك. وما يُخيفها حقًا هو اكتشاف الحقيقة وان كانت هذه الحقيقة هي انها تحمل مشاعرًا له، فهذا غير مقبول. وايضًا رامي دومًا ما يراها كإيميلي ويعاملها على هذا الاساس، وهي كانت تراه كصديق لها فقط.

ديلايلا لا تريد ان تتورط معه في شيء كهذا. وما يجعلها تفكر بهذه الطريقة هو رامي نفسه. فهي ابدًا لم تراه يحمل اية مشاعر لأي واحدة ولم يواعد ايضًا من قبل. كل علاقاته كانت لأغراض معينة فقط. وان اردات ديلايلا الحقيقة، فهي لا تحب ذلك في الرجل، لا تحب الرجل الذي يذهب من هذه إلى تلك بدون اي مشاعر تُذكر وبدون ادنى اهتمام وكأنهن لعب يستمتع بها لبعض الوقت وعندما يمل منها، يتركها.

وما يشغل تفكيرها هو انها لم ترى ابدًا ذلك الجانب فيه من قبل كأنها بدأت ترى الحقيقة التي غابت عنها لسنوات وهذا عندما اخبرها أودولف عن تصرفات رامي في الجيش، وانه لطيف معها فقط ومع بقية الناس فهو مختلف تمامًا. ومن حينها وقد بدأت تدقق في تصرفاته اكثر.

اتضح لها الأمر اخيرًا. هي تحمل مشاعر تجاه رامي ولكنها وجدت نفسها انها غير سعيدة بذلك، لذا فقد قررت ان تحاول وبكل جهدها ان تتخطي تلك المشاعر. كم كانت ستكون سعيدة اذا اكتشفت هذه الحقيقة منذ عدة سنوات وربما كانت ستحاول ايضًا ان تفعل شيئًا بشأنها، ولكنها الان تشعر ان تلك المشاعر من الممكن ان تتسبب في تعاستها مستقبلًا.

طُرق بابها عدة طرقات ليخرجها من غرقها في دوامة الأفكار. اذنت للطارق بالدخول لتجد انه ديلان الذي وقف بتردد بجانب باب غرفتها.

-ديلان! هل كل شيء بخير؟

أومأ ديلان سريعًا حتى لا يقلقها وقال في بعض الإرتباك:

-نعم. أنا فقط.. اممم.. اردتُ الإطمئنان عليكِ! لقد عُدتِ اليوم إلى غرفتكِ بدون ان تتفوهي بأي شئ.

ابتمست ديلايلا وإجابته:

-اعتقد اني بخير.. أو سأكون كذلك.

عقد ديلان حاجبيه في تعجب من اجابتها فأخبرته ان يدخل ويغلق الباب خلفه. جلست على المقعد بجانب الاريكة التي تشغلها حاليًا وقالت بعد صمت لم يدم طويلًا:

-لقد كنتُ افكر في بضعة امور.

-هل تريدين التحدث عنها؟

حركت رأسها في الجهتان كرد، وقالت:

-هذا شيء يجب ان افكر فيه وحدي إلى ان اصل الى الحل وحينها سأكون بخير.

اجابتها لم تكن كافية بالنسبة له فهو يرى انها تحمل الكثير خلف كل كلمة ولكنه لم يضغط عليها ان تخبره فإن أحست في يومًا ما انها ستخبره، فستفعل.

أجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن