الفصل الثاني عشر

274 18 11
                                    

عادت ديلايلا للقصر بعد نزهتها القصيرة مع ديلان الذي حاولت أن تتجنبه طوال الوقت بعد أن قام بإحراجها. كانت طوال ذلك الوقت تفرغ رأسها من فكر سلبي يمر عليه، فهي ليست في حالة نفسية تسمح لها بأن تعيش الأحداث التي تزعجها وتفكر فيها في نفس الوقت، أحدهما كافيًا بأن يهدم شعورها بالراحة والسلام الداخلي الذي تعمل جاهدة في المحافظة عليه، لأن هذا الأخير هو الحائل الوحيد الذي يمنعها من الهروب من ذلك المكان الموحش بأي شكل من الأشكال، هروب واقعي أو حتى هروب لعالم الأموات.

خطت قدماها داخل القصر وخلفها مباشرةً ديلان الذي يتفقد الجوار بحرص شديد، شيء يفعله دائمًا ومعظم الوقت يفعله بدون أن يدرك.
لاحظت ديلايلا أن إيميلي تنزل السلم الضخم الذي يتوسط الردهة ومعها حقيبة ملابسها الصغيرة، والتي أحضرتها معها منذ يومان فالفتاتان قد إتفقتا أن تمكث إيميلي لمدة قليلة مع ديلايلا حتى تستطيع أن تخرج من الجو المريع الذي يسكن قصرهم يوميًا. تقدمت منها معقودة الحاجبان فإبتسمت إيميلي ما أن رأتها.

-لقد كنت سأهاتفكِ للتو.

-لا تبتسمي أمامي بتكلف إيم أنا أعرفكِ جيدًا. ماذا حدث؟! لقد اتفقنا أنك ستمكثين معي لفترة قصيرة!.

ما إن قالت ديلايلا جملتها الأولى حتى ظهرت ملامح إيميلي الحقيقية، حزينة ومضطربة.

-لقد هاتفتني أمي وأخبرتني أن أعود مع رامي، فلقد أجمع ثلاثتهم أنه من الأفضل لي أن أعود للمنزل في ظل هذه الظروف.

أحست ديلايلا أن دمائها تغلي من الداخل وعلى وشك أن تنفجر خارجة من عروقها، هي تكره تلك الأوامر التي يتم إلقاءها عليهم بدون إرادة منهم أو حتى بدون أن يكون لهم إختيار فيما يقرر 'كبار العائلة' فهم لا يضعون يومًا مشاعر الصغار كما يطلقون عليهم في عين الإعتبار، وتكره الأمر أكثر عندما يتعلق بإيميلي، فعلى أي حال هي وأودولف يستطيعان التعامل مع تلك الأمور ولكن، إيميلي لا، والدتها قامت بتربيتها على الضعف ودومًا ما كانت تفضل وتبجل أخاها أمامها وكانت تعطي له الإهتمام الأكبر.

-تعلمين؟! أنتِ لن تخرجي من هنا.

-ديلا.....

-هل تريدين العودة للمنزل حقًا؟

قاطعتها ديلايلا بحدة وهي تشعر أنها على وشك أن تقتل أحدهم، وهذا الشخص سيكون رامي على الأرجح فهو أيضًا أصبح مثلهم. وبالحديث عن رامي فها هو يتقدم منهن بملامح غير مقروءة ما أن لمح وقوف ديلايلا مع أخته، هو لم يسامحها بعد على طريقه حديثها معه، ولن يفعل حتى تعتذر منه.

-هيا إيميلي.

قال وهو يميل ليحمل عنها الحقيبة فسقطت ملامح إيميلي في بؤس. حالت ديلايلا بوقوفها بينها وبينه قبل أن يصل للحقيبة فرفع رأسه ونظر لها بحاجب مرفوع.

أجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن