الفصل الواحد والثلاثين

120 8 11
                                    

أمسك ديلان الورقة ونظر لها بين يديه بابتسامة كبيرة، ليس وأنه كان متأكدًا من أن ديلايلا ستوافق على مرافقته للحفل الراقص، ولكنه قرر وبعد مجادلة طويلة مع نفسه أن يحاول، إن وافقت فهذا شيء جيد وسيسعده بالطبع، وإن لم تفعل فسيحاول نسيانها بأي شكل من الأشكال.
والأخيرة كانت كذبة كبيرة قد كذبها على نفسه، فهو قد وقع لها، وبطريقة لا يستطيع النجاة منها.

تقدم من خزانتها عندما تأكد أنه لا أحد في الجوار، حاول إدخال الورقة من بين الفتحات الصغيرة الموجودة أعلى باب الخزانة ولكنه لم ينجح، حاول مجددًا ولكنه ضرب الخزانة ببعض الغضب عندما وقف شيء ما في طريق إدخاله للورقة.

فُتِحت الخزانة فجأة لينظر لها بعينان متوسعة، فقد إتضح أن ديلايلا لم تغلقها جيدًا. وقعت من الخزانة صورة صغيرة لها كانت في حديقة ما، إلتقط الصورة وأخذ يتفقدها بنفس الإبتسامة التي غادرته منذ دقائق.
أفاق سريعًا من تأمله للصورة وقرر أن يضع الورقة بداخل الخزانة سريعًا حتى لا يُكتشف أمرهُ.

-ماذا تفعل؟!

سمع ذلك الصوت ليرتجف ويضع الصورة تلقائيًا في جيب سرواله الخلفي، بينما قد تراجع للخلف ببعض الخوف.
تقدم منه رامي الذي قد وصل لتوه حتى يقوم بإيصال ديلايلا وإيميلي كعادته كل عطلة إسبوعية، وعندما قرر أن يذهب لخزانتها حتى يضع به كارت الدعوة الذي إبتاعه حتى يدعو ديلايلا للحفل الراقص؛ وجد أمامه شخص أخر ربما يحاول أن يفعل المثل.

-لا شيء، أنا فقط...

لم يستطع ديلان أن يُكون جملة واحدة، عندما تعرف عليه رامي تقدم منه بملامح محتدمة، وانتشل الورقة التي كان يحاول تخبئتها من يده بعنف. قرأ رامي ما فيها ثم إبتسم ساخرًا.
وقام رامي بتقطيع الورقة ورماها أرضًا، ثم وبأكبر قدر ممكن من الإحتقار أخبر الواقف أمامه:

-حقًا! هل تعتقد أن ديلايلا ستوافق على مرافقتك أنت! للحفل! هل تعرف من هي ومن أنت؟ أنت إبن عامل لا قيمة له، وهي ديلايلا والتر.. من الأفضل أن تذهب من أمامي الآن، ونصيحة مني، لا تنظر لمقام أعلى من مقامك.

إلتقط ديلان أجزاء الورقة، ونزلت دموعه وهو يغادر المكان بنفس مكسورة. ولأن رامي قد بحث عن خلفيته بالفعل، فقد عرف أنه ابن عامل بسيط يعمل لديهم في أحد المصانع، وعندما عاد ليلًا أخبر والده أن يفصل ذلك العامل، حتى أنه أخبره أن لا يعطي له مكافأة أخر الخدمة.
وعندما سأله والده عن السبب أخبره رامي بما حدث، وهذا جعل والده غاضبًا بالفعل، فهو من وضع بداخل رأس رامي منذ الصغر تلك الأفكار.

(الناس مقامات يا بُني، ونحن الأعلى مقامًا في دولتنا، أي شخص آخر فهو لا قيمة له، تحت أقدامنا)

هذا ما إعتاد على قوله له دائمًا.
بعد أن عرف والد ديلان عن أمر فصله وأنهم قد تخلوا عنه هكذا بدون سابق إنذار بعد أن كان يُحِب عمله كثيرًا وقد ضيع فيه عمرًا كاملًا؛ عاد إلى منزله وهو في قمة قهره مما حدث. اليوم التالي كان خارج هذا العالم، فلابُد أن قلبه لم يحتمل ما حدث.

أجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن