الفصل الخامس والعشرين

238 14 12
                                    

-بعض الصمت.

قال جود وهو يقلب عيناه عندما سأم توقف الثلاثة أمامه عن الحديث، فقد أخبرهم للتو أنه قد وصلته أخبار أن الرئيس يُقيم حفلًا للعائلات المؤسسة وكبار رجال الدولة حتى يخبر الشعب بذلك أن كل شيء بخير وأن الجميع في أمان، فهو لا يريد أن تحدث حالة هرع في كل مكان بسبب ما يحدث مؤخرًا، الهدف الثاني من الحفل هو أن يوصل رسالة لهؤلاء المجرمين أنهم لا يخافون منهم، وأنهم سيعيشون حياتهم بطبيعتها، وأنهم مهما فعلوا لن يستطيعوا إخافتهم أو ترويع أمنهم.

كان رد فعل أودولف على هذا الأمر الأكثر إنفعالًا فقد بدأ يشتم ويسب الرئيس عن مدى غباءه وأنه من الممكن أن يعطي المجرمين فرصة لأن يقتلونهم جميعًا. بينما كان رد فعل إيميلي هو الأهدأ بينهم حيث قد زفرت في إنزعاج فقط. أما عن رد فعل ديلايلا فهو ما أن قيل 'حفل في قصر الرئيس' حتى توسعت عيناها في رعب وقاطعته صارخة 'هل سأرى ناتالي مرة أخرى؟' وهنا كان الإثنان الآخران قد إنفجرا ضاحكان لولا نظرة جود الحادة للجميع ليصمتوا حتى يكمل.

وما أن أنتهى حتى بدأو في التشاور فيما بينهم بصوت عالٍ ومزعج إضطر جود لأن يصرخ بهم. بعد أن نظر له الجميع في إنتباه سأل في إهتمام:

-من هي ناتالي؟ وهل هي جميلة؟

وقع فك الثلاثة أرضًا في صدمة فهم ظنوا أنه قد يسألهم عن شيء هام. توسعت إبتسامة جود ما أن راى هذا التعبير على وجوههم وأردف:

-أمزح أمزح، أنا أعرف من هي، ولكن، هل هي جميلة؟

سأل بجدية تامة بينما قد تركه ثلاثتهم لينتشروا في المكان متجاهلين سؤاله الذي أعتبروه غبيًا. خطى ديلان لداخل الصالة بعد عدة دقائق ليطمئن على تدريبات الجميع، فهو منذ إصابته ولم تسمح له ديلايلا بأن يفعل شيء فيه إرهاقًا له، وهذا يعني أنها صرخت في وجهه وأمسكت سكين كانت تقطع به الفاكهة حتى يتناولاها معًا وهددته بها.
وجد أن إيميلي تلعب على بعض الآلات وأشارت له مُرحبة بإبتسامة ما أن رأته. ووجد أن أودولف يقف أمام الأثقال وبالتحديد أمام الأوزان '١٠٠ كيلوجرام' فيما فوق، وبدا أنه يتأملها وهو يمسك ذقنه بسبابته وإبهامه في تفكير.

بينما قد وجد أن ديلايلا تركض على آلة الركض وما أن رأته حتى ضيقت عيناها تجاهه. وأخيرًا كان جود الذي يجلس أرضًا ويلعب في هاتفه، شيء طبيعي أن يراه هكذا.
أطفأت ديلايلا الآلة وإتجهت إليه بسلوك حاد قليلًا.

-ألم أخبرك أن تستريح في غرفتك؟

وضعت يديها في خصرها وهي تقول ذلك بحدة، بينما كانت ترسل له نظرات قاتلة.

-هل أنتِ الطبيب الخاص بي؟

-لا.

-إذن. أغلقي فمك.

قال ديلان بإبتسامته الجانبية والتي تستفزها دومًا. كشرت ديلايلا عن انيابها وتخيلت أنها تلكمه إلى أن تمزق وجهه، ولكن نظرتها لانت سريعًا وتحولت لعكس ذلك.

أجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن