~| ٦ |~

8K 564 197
                                    


"وربمـا لـم تقـصد وأنـتِ يـأستِ مِـنها " سمعتُ صـوت من الخـلفِ. لأتنـهد لمـعرفتيّ من يـكون.

" مـا سـر زيارتكَ لـيّ؟" أردفتُ بـحدة وأنا ألتفتُ ببطئ. لأجدهُ يجلسُ براحة علي الكُـرسيّ.

" لم تغيـري طريقتكِ بعد..." قالها بسخرية وهو يشربُ من الكأس الذي بيديهِ. لينظرُ ليّ مُضيفً بخبث" بالـرغمِ من وجود ما يجعلها تتغير."

نظرتُ لهُ بِـبرود. وجلستُ مُقابلةً لهُ " لمـا لا تدخلُ في صلبِ الموضوع؟"

" أتعجـبكِ هذه الـثقوب السوداء التي تغـرقين فيـها مع الوقـتِ؟" أسترسل بهدوء وهو يُكـمل شُربِ كأسهُ الملـئ بالنبيذِ الأحمر القاتم.

" وأيُعـجبكَ طريـقة سـيطرتها عليكَ؟" أردفتُ بالمُقابلِ بنفسِ الأسلوبِ. نظـر ليّ ببعضِ الإنزعاج مُضيفاً بنبرةً حادة " أيعنـيّ هذا عدم تنفـيذُ مهامكِ؟"

أبتسمتُ بخباثة " أتـرانيّ أتجـاهلُ قطيعيّ وعقـابيّ؟" تكلمتُ بهدوء وأنا أخذُ الكأسِ الذي بجواريّ.

" لا ولكن أنـتِ تقفين حـاجزاً بيـنكِ وبين سعادتكِ وأحلامكِ." قال بحدة وهو يقوم بسـكبِ بعضً من النبيذِ لذاتهُ بعدما أنهيّ كأسهُ.

" سعادتيّ وأحلاميّ ليست من أهتمـامكم فمـا الذي حدث الأن لتـصبحُ مهُمة لكم؟" أردفتُ بُسخرية وأنا أقوم بـسكبِ النبيـذُ الأحـمرِ العتيقِ.

" لقد قلتُ لكِ مُسـبقاً أنها لم تقصد!" قال بـهدوء وهو ينظر لعينايّ التي أصبحت زرقاءً كلـونِ البحـرِ وقتَ الظلامِ تحت خيوط القمـر المُنير.

" وأنـا إيضـاً لم أقـصد! ، هل رأيتَ أحداً قام بتصديقِ أو حتي الوقوفِ بجانبيّ!. بـالتأكيد لا فلمـا ٱسامح من لا يُسامح؟" صحتُ بسخط منـخفض وأنا أقبضُ علي زُجاجةِ النبيذ التي أشعرُ بِحطامها يغرزُ بداخل جلديّ.

" قليل من الهدوء ٱلـيان. تحكميّ بذاتكِ!." أردف بحدة. لأنظرُ لهُ بصمت. مللتُ أحاديثهم الكاذبة. أفعالـهم المُـزيفة. هذا العالمِ بأكملهُ مُـزيف بنـا نحنُ. جميعِ الكـائنـات لها دوراً في هذا العالم..أما تجعلهُ مُـزيف أكثر أو تقلل من تزيفهُ!.

وفـي كلا الحالتين نحنُ السـببِ.

" عنـدما تتحكم أنتَ سأفعلُ!" أضفتُ بسخط وأنا ألقيّ بقايا زجاجة النبيذِ علي الأرض.

" مـاذا تقصدين؟" سأل بهدوء. لأبتسم أنا بخباثة وٱوضيفُ ببرود وأنا أخرجُ شظايا الزُجاجِ من يديّ ببطئ وتمهلُ لٱزيد غضبهُ" كـلانا يعلمُ بأن المُسـيطرُ هـنا ليس أنتَ ، إنمـا سيـلين ، هي التي تتحكمُ بقواكَ وتتحكمُ بكَ! "

" إلي إين تريدين أن تصـلِ؟" صاح بغضب وهو يتنفسُ بـسرعة وعيناهُ تطلقُ الشرارِ.

" يكفيّ تظاهر بأنها ليست مُخطئه إذاً. أكتفيتُ من كلاكما. أخبرها بأننيّ مازلتُ أقوم بمهاميّ لذا لا تتدخل في ما لا يعنيها. ولتـلتزمُ بالإتـفاق!. أتفهـم حديثيّ جيداً يورنيل؟" أسترسلتُ بحدة وأنا أقفُ أمامهُ ببرود.

تيـلـيكُـونWhere stories live. Discover now