~| ١٧ |~

3K 242 97
                                    


أخذَ يسيـر بعقلٍ مُمتلئ بالأفكار يحاول أن يجد حلًا يُقلل كل الخسائر التي ستحدث ، مِن ناحية والداتهُ سـترتكب أقبح جريمة قد تفعلها أم ، ومِن ناحية أختهُ التي ستتسبب في مجزرة مُمتلئه بالضحايا وربما تقضي علي قطيع زوجرس بلا إهتمام و إكتراث لحياتها وإحتياج القطيع لها وأحتياج أخيها لها إيضًا.

توقف بسخط وهو يركلُ تلك الحجارة بغضب و يقبض علي يديهِ بشدة ، سمعَ صوت خطوات خلفهُ مما جعلهُ يتوقف بصمت و يقوم بترك كفهُ حُر و يتمالك أعصابهُ التالفة حتي لا يشك أحد من القطيع في شئ.

" يبدو بأنكَ غاضب حـدَ الحافة يا رجل! " تحدث ذلكَ الصوت الساخر من خلفهُ مما جعلَ ساركان يبتسمُ بعدم إهتمام وهو يلتفتُ قائلًا بأكثر نبرة مُستفزة " يبدو بأن ضيفنـا يملكُ الكثير من الفراغ حتي يسخر!"

" أوه يا عزيزي ، أستطيع إيجاد ذلكَ الوقت لِـلقائكَ!" أكمل الأخر بمرح وهو يُربت علي كتف ساركان بِخفة مما جعل ساركان يقوم بنفضِ كف الأخر بعيدًا عنهُ.

" هُناك حدود بيننا ، لا داعي لإزالتهـا رومنيل. " تمتم ساركان بهدوء وهو يستندُ بظهرهُ علي الشجرة التي خلفهُ بصمت.

" لا أتذكر بأنها كانت موجودة منذُ سنتين! " قال رومنيل ببرود و يستندُ هو الأخر علي الشجرة التي تقابلهُ وكلًا منهم ينظرُ ناحية الأخر بِحدة.

" ها قد عَلِمت ، لذا لا تجعلنيّ أُذكركَ مُجددًا " أجاب ساركان بعدم إهتمام وهو ينظرُ إلي السماءِ بعينين شاردة.

" إذا كُنا سنُذكر بعضنا البعض ، إذًا دعني أُذكركَ بِما فعلت؟" تحدث رومنيل بسخرية وهو ينظرُ ناحية ساركان بنظرات مُعاتبة بينما وضع ساركان يديهِ بإهمال في جيبهُ  لحديث الأخر " شكرًا ، لدي ذاكرة جيدة."

" ولكننيّ أظن بأنكَ أصبحتَ تنسي كثيرًا ، حتي أنكَ عُدتَ بعد غياب سنتين ساركان؟ " أسترسل رومنيل بأستفزاز وهو ينظرُ لهُ بِبعض الإشمئزاز مما جعلَ ساركان يقبضُ علي يديهِ بشدة داخل جيوب بِنطالهُ وهو يُحاول السيطرة علي معالم وجههُ حتي تكون هادئه.

" لا أُصدق بأن ألفا رومنيل كان يترك مشاكل قطيعهُ ويُفكر بيّ ! ، يا لها من أخلاق مسئولة يا سيد ألفا. " سخر ساركان وهو يُقهقه بدون فُكاهه بينما الأخر كان ينظرُ ناحيتهُ بدون تعابير بينما يقول " علي الأقل لم أهرب وأترك شقيقتيّ بمُفردها ضد الجميع! "

" هه ، ومن رحل وترك صديقة طفولتهُ تُعانيّ بمُفردهـا خوفًا علي عدم توليهِ لعرش والدهُ يا صديق يا مُقرف" أردف ساركان بصوت مُستفز مُمتزج مع التقزز في نهاية جُملتهُ.

" لن أهتم بذلك الهُراء الذي يخرج من شفتيكَ!"

____

صوت الرعد و ضوء البرق كان يُرسم علي السماء المُظلمة بإتقان بين النجوم المُضية ، بينما ذلكَ الجسد يقفُ تحت قطرات المطر التي تتساقطُ بِقوة علي جسده الساكن وهو ينظرُ ناحيتيّ بتمعن وكأنهُ يُحاول تفسير تعابير وجهي الباردة.

تيـلـيكُـونWhere stories live. Discover now