~| ٢٣ |~

2.2K 179 311
                                    


دائرة كبيـرة تُحيط بِنا بينما يُغلفها من الأطراف عواصف هوائية تشتدُ حولنـا وتلكَ الهياكل العظمية الهوائية تُدبدب بأقدامها علي الأرض ، وكأنها شيء ملموس وليس هواء ساكن ، قدماي مُلتصقة بالأرض و بقية أجزاء جسدي غير قابلة للتحرك ما عدا رأسي.

أصبحت تِمثال برأس حيّ.

" أخبرينيّ ، كيف هو شعوركِ وأنتِ عاجزة؟" صرّح بِصوت هامس بجانب أُذنيّ بينما مازالت أنفاسهُ الكريهة تضربُ بشرة جسديّ

تلكَ العِرسة العفنة الصعلوكة.

" لطالما كُنتِ أستغلالية اُليان ، كنتِ تفعلين مِثلي الأن بالضبط." هسهس مُجددًا لأشعرُ بالغضب يغلي بِداخليّ ، تلكَ العرسة تستهزأ بِي بل تتمتع بتلكَ المسرحية العفنة!

ألقيتُ عليهِ نظرات باردة وأنا أُلاحظ عدم محبتهُ بطريقة تجاهليّ أياه.

" آيس ، جِدي طريقة لأتحرر حالًا."أردفتُ بِغضب وأنا أحاول أن لا أُظهر معالِم الغضب علي وجهيّ ، لا أريدهُ أن يفرح بِجعل اُليان كاستيو تُعطيهِ أهتمام لكلِماتهُ اللزجة.

" أتظنين بأنهُ يعلم حقيقتنا؟" صرّحت آيس بِنبرة هادئة بِداخليّ لألتزم الصمت.

فكرة كونهُ يعلم حقيقتنا ، ليس بشيء جيد.

رويس فقط مَن يعرف ، لأنهُ مَن كان ينظف ما أخلفهُ من فوضي.

" كانوا يتوسلوا لكِ ، ولكنكِ خطفتِ أرواحهم بدون رحمة!" أستئنف بقية كلِماتهُ بينما يتلفظ كُل حرف بِبُطىء شديد ، شعرتُ بالهواء حولنا يشتدُ وتلكَ الهياكل أصبحت تضربُ الأرض بقوة أكبر و شكلت دائرة حولنا بِـ أجسادها بينما أخذت العاصفة حولنا تتشكل علي هيئة دائرة أكبر ذات جدُران هوائية تلتفتُ حول ذاتها وتُغطي كل ما خلفها.

وكأنهُ جدار من الهواء المُتعكر.

" كنتِ تقومين بفصل رأسهم وكأنهم عرائس من البلاستيك ، بينما هم أرواح!" تمتم بِغضب وهو يحوم حوليّ كالأسد حول فريستهُ قبل أن يَنقض عليها ، واو..تلكَ العرسة صدقت بأنها تمكنت مِني ، يا لا السُخرية حقًا.

" لِما أنتَ غاضب هكذا يا فتي؟!" أردفتُ بِسُخرية وأنا أُحدق بِعيناهِ بأستفزاز بينما أُكمل مُتلفظة " أكان أحدهم من بقية عائلتكَ؟"

لاحظتُ أحمرار وجههُ مِن الغضب لأُكمل بِعدم أهتمام " أخبرنيّ لا تنحرج ، حتي أُخبركَ بالمُقابل كيف أستمتعتَ بِفصل رأسهُ والتلوين علي جسدهُ."

شعرتُ بقبضتهُ تلتحمُ بوجهيّ لأشعر وكأن مكعب من حديد ضرب وجهيّ ، أبن العِرس هذا قبضتهُ من حديد ، لم يلكُمني أحد منذُ فترة طويلة ، سأجعلكَ تندم في اليوم الذي تلفظت فيهِ أسمي يا عفن.

" ما ضربة النساء هذهِ." أردفتِ بِسُخرية بينما أشعرُ بخط دافىء ينزلُ من فميّ ، لقد نزفت للتو!

تيـلـيكُـونDonde viven las historias. Descúbrelo ahora