٠۱

3.9K 395 117
                                    


توقع العقبات، لكن لا تسمح لها بمنعك من التقدم. 
«روبرت شولر»

________

۱٠\يناير\٢٠۱٨
مانهاتن \ مدينة نيويورك.
مستشفى نيويورك-بريسبيتيريان الجامعي.
غرفة الطوارئ.
الخامسة صباحًا.

وصلت سيارة الإسعاف ليوقظ صدى صفارتها كل من في المكان. إنتفض العاملون في غرفة الطوارئ ليقوموا بنقل المرضى بسرعة. ومن بينهم سرتُ متعجلة وأنا أمسح أثر التعب عن وجهي بعد ليلة طويلة بلا راحة.

سريران تم دفعهما بواسطة الممرضات والمسعفين استلقى عليهما رجلان لم يخفى على أحد منا رائحة الخمر التي تصدر منهما. هتفت وأنا أسير برفقتهم:
" ما هي حالتهما؟ "
" رجلان في منتصف الثلاثينيات، أصيبا في حادث تصادم مع سيارة أخرى قبل نصف ساعة من الآن، السائق تلقى رضوضًا  كبيرة لكن الضرر الأكبر حدث للرجل الآخر حيث إصطدمت السيارة بـ بابه. هناك حطام زجاج غُرز داخل جانبه الأيمن وقد إصطدم رأسه أيضًا بالزجاج لحظة الإصطدام "

شرح المسعف حالتهم فهززت رأسي له شاكرة وإلتفت ناحية الممرضة:
" قومي بعمل أشعة للرجل الثاني واستدعوا الدكتور سامويل من قسم الجراحة. سألقي نظرة أولاً على السائق."
" أمركِ."

ذهب أحد السريرين بمريضه ليتم عمل الأشعة له قبل أن يعود لمتابعة الفحص ونقرر ماذا سنفعل له، أما الأخر فقمنا بوضعه في أحد أسِرة غرفة الطوارئ فأخذ يتململ ألمًا بينما لا تزال عيناه مغلقتان.

" سيدي...سيدي هل يمكنك سماعي؟ "
قلتها وأنا أقوم بتمزيق قميصه بالمقص لكي أبحث جيدًا عن إصابات إضافية.
بدأ الرجل المخمور بفتح عينيه لكن سرعان ما أغلقهما وتوقف عن الحركة تمامًا فتوقفت أنا أيضًا وهدأت الممرضة التي تعمل معي بينما تراقبه قالت بذعر:
" ماذا به؟ "

فحصت نبضه بسرعة ثم درجة حرارته وأجبتها:
" لقد أغميّ عليه فقط، أرى كدمه كبيرة في جانبه الأيسر وجرح يحتاج لخياطة في يده اليسرى. "

تابعت إلقاء الأوامر بينما نعمل عليه بسرعة، أقبل بقية الأطباء الذين يعملون في غرفة الطوارئ أيضًا وتولينا أمر المريض الأخر إلى أن جاء الدكتور سامويل وقرر إدخال الرجل لغرفة العمليات لكون هناك قطعة من زجاج النافذة إنغرزت في باطن رقبته قرب شريان مهم.

إستغرقنا الأمر قرابة ساعة حتى أنهينا أمر علاج السائق وأكثر من ذلك لعلاج مرافقه، وبعد العملية وجدت بعض الوقت لأذهب وأشرب كوب قهوتي الصباحي.
المطعم الصغير والمخصص لإستراحة الأطباء كان خاليًا على غير العادة فاليوم هو الأحد والكثير من المرضى يأتون فيه.

 هُوية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن