٠٣

2.5K 333 64
                                    

التردد ضعف مرده إلى عدم الثقة بالنفس.
"عبدالله لحود"

________

١٤/يناير/٢٠١٨
جادة بروك-مانهاتن
مدينة نيويورك.

لم يكن من الصعب العثور على منزل عائشة فما إن سألتُ أول سيدة قابلتني في الحي عنه حتى أشارت لي ناحيته.

لم يتختلف كثيراً في الشكل عن بقية المنازل والتي كانت تتشابهة في الواجهة، مبنية من الخشب القوي وبإختلاف في الحجم وجميعها تتشابه في الحدائق الأمامية الصغيرة والتي كانت مقفرة بسبب الشتاء، لكن ومع ذلك كان منزل عائشة مختلفاً تماماً ولا أدري لماذا.

لاحظت فوراً للتنوع العرقي في المكان.
وصلت في وقت عودة الأبناء والأباء من مدارسهم وأعمالهم مما جعل جانبي الحي يضجان بالحياة. لاتين وأسيويون وشرق أوربيون وبالتأكيد وجدت أمامي سيدة شرقية ترتدي جلباباً فضفاضاً تحت معطف يقيها من البرد. كانت تحادث جارتها اللاتينية حينما أقبلت في إتجاههما حيث كانتا تقفان قرب منزل عائشة.

توقفت السيدة عن حديثها فور أن لمحتني ورسمت إبتسامة كبيرة، كأنها تعرفني. أقبلت ناحيتي وقد فتحت يديها لتدخلني في عناق فاجأني للغاية وهي تقول:
" لابد أنكِ سالي لقد أخبرتني عائشة أنها ستحظى برفيقة سكن عربية ولكم أسعدني ذلك. مرحباً بكِ ابنتي."

قابلت ترحيبها بنفور كان رغماً عني فأنا لم أعتد العناق إلا من والدتي. لاحظت ذلك فإبتعدت معتذرة، ووجدتها فرصة لأخرج نفساً ثم أرتب من ملابسي قائلة:
" شكراً على ترحيبك سيدتي لكن أنا هنا من أجل معاينة المكان فقط. لم أقرر بعد إن كنت سأسكن هنا فعلاً."
" أوه عزيزتي هذه مجرد شكليات فقط. أنا متأكدة أنكِ ستحبين المنزل فعائشة تعتني به جيداً والحي رائع، الجميع سيرحب بك. "

بما لا يدعوا للشك تحدثت. وإلتفتت ناحية جارتها التي وافقتها قائلة لهجة مكسيكية:
" بالتأكيد. ستحبين المكان بلا شك."

ابتسمت لهما بدبلوماسية. لم أود تحطيم حماسهما لكوني متأكدة أنني لن أقيم هنا. قدومي ما كان إلا لأني وعدت عائشة تلك الليلة بالحضور. إذ أنه وبعد لقائها في المشفى. تيقنت أنني لا أريد التداخل معها بأي شكل كان.

أنقذني من الرد عليهن خروج عائشة من الباب الأمامي لمنزلها. مثلما رأيتها أول مرة كانت تبتسم. وجه بشوش وملامح لطيفة لا يزال حجابها يحددها. مثل السيدة إرتدت جلباباً طويلاً لكن بدون معطف إذ يبدو أنها خرجت مسرعة.

من مكانها أمام الباب هتفت وهي تنظر ناحيتنا قائلة:
" وأنا من كنت أتسائل لماذا تأخرتي يا سالي. كان علي أن أعلم أن محاسن و فرانشيسكا قد أمسكتا بكِ."
" أردنا الترحيب بها فقط. "
" لا تخيفا الفتاة. ترحيبكما قد يكون سبب نفورها مني. "

 هُوية Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang