٠٩

1.6K 266 87
                                    


أقوى أسباب تغير الأشخاص هي الألم والمال والعلاقات العاطفية.
"ليو تولستوي"
____________

٢٦/يناير/٢٠١٨
جادة بروك \ مانهاتن
مدينة نيويورك.

ساد صمت مذعور أرجاء غرفة المعيشة بعد أن رن جرس الباب.

تبادل مهاجمونا نظرات مذعورة تحولت جميعها إلى عائشة. أسرع هنري ليمسك بشعرها ويشده للخلف قائلاً بهمس من بين أسنانه:
" أتنتظران أحداً؟ "

لكنها لم ترد بكلمات بل أبدت وجهاً غريباً نصف متألم نصف شامتٍ جعله يشد على شعرها أكثر ليؤلمها بينما كنتُ أنا أتنفس بسرعة مستدركة..

هناك شخصٌ يقف خلف الباب. شخصٌ قد يستطيع مساعدتنا. علي جلب إنتباهه بطريقة ما قبل أن يذهب. لكن.. هل سيصله صوتي من الأساس وأنا مكممةٌ هكذا؟!

بسرعة قررتُ أن لا أهتم وأخذت أصرخ عبر اللاصق فوق فمي. صرخة مكتومة بدت كنداء حيوان يكاد ينفق. لم يصل مداها لأكثر مِمَّن هم حولي. الغضب كان ما نظروا إلي به. وتقدم جيمس وهو يهتف بغيظ هامسٍ بينما توجهت قبضته إلى وجهي: " إصمتي يا عاهرة!"

وقبل أن أستطيع تجنبه ضربني بلكمته في وجهي فتراجعت بجسدي إلى أن إرتطمت برأسي بطاولة المطبخ خلفي مباشرة.

كانت ضربته هي ما جعلت عائشة تبدي الغضب أخيراً وهي تهتف قائلة:
" لقد تجاوزت حدودك! هي ليس لديها ذنب في هذا!"
نهرها هنري بهمس: " إصمتي إياك وقول كلمة!"

قالها وهو يكمم فمها بيده بقسوة. إقتربت الشقراء من الممر حيث باب الشارع وسط كل ذلك وهي تحاول معرفة إن كان الشخص قد ذهب. إلا أن الجرس رن مرة أخرى مما جعلها تجفل.

قالت المدعوة ميردث بالكثير من القلق:
" أيجب أن نهرب من الباب الخلفي؟ "
" ليس هناك داعٍ. سيمل الطارق ويذهب بعد قليل."

أجابها هنري. إجابة جعلت دموعي تنهمر أكثر متساقطة على خدي الذي كان يلسعني من شدة الألم.
هذه فرصة لنجاتنا قبل أن تتعمق المشكلة أكثر... لكن لن نستطيع فعل شيء.

نظرت عبر شهقاتي إلى عائشة كأنني أبحث عن حل عندها، كانت قد أبعدت يد هنري عن وجهها وهي تلهث. إلتقت نظراتنا. أخرجتْ نفساً أخيراً ثم إبتسمت!

ابتسامة صغيرة للغاية لكنها كانت مطمئنة، كأنها تخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام.
لم أفهم سبب ثقتها، وإنعقد حاجباي وقد رن الجرس للمرة الثالثة. تساءلت من قد يكون هذا الشخص المُلِح وهل سيكون بمقدرته مساعدتنا؟

وبينما إقترب الأربعة من بعضهم يتناقشون فيما سيفعلونه وأثناء الرنة الرابعة عرفت من هو طارق الباب...
لقد كانت السيدة محاسن!

 هُوية Where stories live. Discover now