٠٤

2.4K 301 71
                                    

الإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء , وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء.
"المهاتما غاندي"

__________

١٧/يناير/ ٢٠١٨
مستشفى نيويورك
الطوارئ.

ثبتت نيكي اليد اليمنى للطفل الذي أقف قربه بينما تعاونت ممرضتان أخريتان بإمساك يده الثانية وساقيه وجسده حتى تمنعاه من التحرك والتململ أكثر، وبقربنا وقفت والدته الصهباء المتعبة تحاول تهدئته بكلماتها بينما تهزهز في طفلة أخرى تحملها بين يديها.

قلت له أخيراً بعد أن مللت من تحركه في السرير حتى أزعج مريض الجلطة في السرير المجاور:
" ستيف للمرة الأخيرة هذا مجرد مطهر، سيؤلمك نعم لكنه لن يقطع ساقك!"
" أنت تكذبين، ستقطعين ساقي وتخيطينها بتلك الأدوات! "

باكيًا قال وهو يرى بعينيه أدوات خياطة الجروح التي أحضرتها الممرضة قبل دقائق عندما ظننت أن جرحه قد يحتاج إخاطة. ندمت بشدة على ذلك. كررت مجدداً:
" لن أفعل. أقسم لك."
" عزيزي ستيف إن تركتها تؤدي عملها فسأشتري لك المثلجات. "

أخيراً عرضت والدته عرضاً جعله يتوقف عن تململه، تبادلت ونيكي نظرات وكلانا إستنكر تناول مثلجات في مثل هذا الجو البارد. إلا أن الصغير ستيف كان له رأي أخر:
" لكنكِ قلتِ أن لا مثلجات في فصل الشتاء."
" لا بأس بمرة واحدة، ما رأيك؟ "
" هل تعدينني؟ "

بشك تساءل فهزت أمه رأسها مؤكدة وهي تعده. سكن جسده بعدها وهدأ مما سمح للممرضتين بالإرتياح ولتذهب إحداهما لتكمل عملها مع مريض أخر بينما ساعدتني الأخرى بأدواتي لنطهر جرحه.

لم تذهب نيكي وبقيت في مكانها تراقبني أؤدي عملي في صمتٍ علمت أنها ستكسره في أي لحظة. وبالفعل قالت بينما مدت يدها لتمسك ساق ستيف التي جفلت عندما لامسته مرة أخرى بالمطهر:
" بالمناسبة، لم أسألك كيف جرى الأمر مع عائشة؟ هل ستنتقلين للعيش معها اليوم؟ "
" نعم. لقد أوصلت أخر مقتنياتي إلى منزلها البارحة قبل حضوري إلى هنا."
" هذا جيد. أشعر أنك لن تندمي على العيش معها."

بصدق قالت بينما تنهدت أنا. لم يفتها ذلك فتساءلت عن السبب على الفور وهي تبتعد عن ستيف الذي تذمر منها.
أجبتها وأنا اضع الملقط وقطعة القطن الدامية على صحن الأدوات ثم أخذ لاصق جروح من الممرضة لأغطي الجرح:
" لا يزال لدي بعض الشكوك حول الموضوع. إن كان علي فعلاً التعمق في صداقةٍ معها. سمعتِ عن سبب تركها للعمل في ماونت سيناي، أليس كذلك؟ "

سألتها بينما أنظر ناحيتها وأنا أبعد خصلة من شعري سقطت مع إنحنائي.
" الجميع سمع عن السبب. الكثير من الحديث إنتشر بعد قبولها في العمل هنا. "
" وما رأيك؟ ألا ترين أن مجلس الإدارة تسرع بقبولها؟ أعني.. نعم أتفق أن لها سجلًا رائعاً لكن ربما مشاكل مثلما حصل قبل أيام مع ذلك الجندي ستكثر. فهي لا تخفي أصلها وهذا سيجلب أنظارًا أكثر إليها."

 هُوية Donde viven las historias. Descúbrelo ahora