٠٢

2.6K 340 79
                                    


حياة يقودها عقلك.. افضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس.
«مجهول»
________

۱۱/يناير/٢٠۱٨
الثانية ظهراً.
غرفة الطوارئ - مستشفى نيويورك.

خرجتُ من غرفة الطوارئ لأول مرة منذ الصباح فرغم كونه يوم الإثنين إلا أن الكثير من المرضى قد أتو وكان هناك حادثا سير أيضاً كما أنه كان علي الإشراف على مجموعة الطلبة من جامعة كورنيل في فترتهم التدريبية في غرفة الطوارئ.

الكثير من العمل لكنه لم يستطع شغل بالي عن اللقاء الذي سيحدث بعد يومين فلقد تواصلت مع عائشة ليلة البارحة وأخبرتها أنني مهتمة بالعرض فعرضت أن أتي للمنزل لرؤيته على أرض الواقع ولكي نتعرف على بعضنا. لا أزال مترددة في قبول هذا العرض لكن مع ذلك لا أريد أن أندم إن لم أذهب وأرى بعيني.

أخرجني من أفكاري إقبال فتاتين من طلبة الطب مِمَّن كنت معهم قبل قليل لتسألا بضعة أسئلة، وبعد أن أجبتهما قالت إحداهما شاكرة:
  "  شكرًا لكِ دكتورة."
توقفت منتظرة أن أخبرها باسمي، وبالطبع كانت تريد اسمي الأخير أو اسم العائلة كما يعتاد هنا إلا أنني قلت لها:
"  يمكنك مناداتي سالي فقط لا داعي للرسميات."
" سالي، شكرًا لك حقًا."

عادت الفتاة لتقول بابتسامة واسعة لأني قد أنزلت الحواجز بيننا ثم ذهبت برفقة صديقتها ولابد أنهما تتحدثان عن روعتي أو أيًا يكن، غمرني شعور بالذنب يداهمني كلما أخفيت أصلي عن شخص ما لكني حاولت تجاهله كما إعتدت فأنا أفعل ذلك لسبب مهم.

أطلقت تنهيدة عندما وصلت للمطعم ومررت يدي داخل شعري أمر جذب إنتباه نيكي التي كانت تخرج لتتوقف وتسأل بينما تشير ناحية خدي حيث تم ضربي البارحة:
"  هل وجهك بخير سالي؟ "
" آه نيكي .. نعم لحسن حظي لم تظهر كدمه، كما أن يدي بخير أيضاً."
" هذا جيد، لو كان قد سبب لكِ أي مشكلة لكنتُ رفعت قضية ضده حالاً."

بكل صدق قالت وقد تلونت ملامحها بالكثير من الغيظ فقهقهت قليلًا ثم قلت:
" ليس وكأنني سأربح القضية، لا تنسِ أنني عربية."
لم تستجب نيكي لكلامي لثوانٍ وهي تحملق فيّ بنظرة لم أعتد رويتها في عينيها قبل أن تقول أخيراً بنبره جامدة:
" كم هذا مؤسف."

لوهلة ظننت أنها تقصد القضية التي لن أربحها أبداً، لكن بعدها بدا لي أنها تقصد شيئًا أخر لكنها لم تمهلني وقتاً للإستفسار إذ خرجت فورًا.

هززت كتفي وأخرجت نفساً حاراً ثم توجهت ناحية الكاشير لأطلب كوب قهوة وقطعة كرواسون سيكونان طعامي لهذا اليوم، لكن وقبل أن أستلم طلبي تم نداء اِسمي عبر مكبرات الصوت:
( الطبيبة سالي، يرجى الحضور إلى غرفة الإدارة رقم 13 )

 هُوية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن