٠٨

1.5K 274 54
                                    


نحن لا نتعود يا أبي إلا إذا مات شيء ما فينا، حين تسكت عن حقك الواضح، بسبب الخوف غالباً، فإنك لن توقع من الأخر أن يحترم لك هذا الحق، سيتصرف في المرة القادمة وكأن التطاول على حقوفك من المسلمات.
"ممدوح عدوان"

_____________

*ربما يكون الفصل مزعجاً للبعض لتواجد بعض الكلمات والأفعال القاسية قليلًا*


٢٦/يناير/٢٠١٨
جادة بروك \ مانهاتن
مدينة نيويورك.

" أبعد يدكَ عني. "
هتفت عائشة ببعض ألم بعد أن حاولت التحرك من مكانها لأخذ حجابها بعد ذلك الدخول المفاجئ للمراهقين إلا أنها لم تستطع التحرك لأكثر من خطوتين إذ أمسك بها أحدهم بقوة وهو يكبل يديها سوياً خلف ظهرها.

" أمسكها جيداً جيمس. "
" لا تقلقي. يمكنني السيطرة عليها بيد واحدة. إنها ضئيلة للغاية."
ضاحكاً قال الفتى وهو يهز جسد عائشة بيديها التي يمسك بهما لتزفر بغيظ وهي لا تزال تحاول الإفلات منه.

كنتُ لا أزال أقف في مكاني وسط الجلسة مصدومة وأنا أراقب إقتحامهم. لم أكن مصدر إهتمام لأربعتهم إذ ركزوا أبصارهم على عائشة التي كانت قد توقفت عن محاولة الإفلات وأخرجت نفساً عميقاً لتهدء نفسها.

أخيراً إستطعت التحرك وإستيعاب أن هؤلاء المراهقين الأربعة قد إقتحموا منزلنا وهم الأن يقيدون زميلة سكني ولا يبدو أبداً أنهم ينوون خيراً.

إستجمعت ما في داخلي من شجاعة وصرخت قائلة:
" ماذا تظنون أنكم فاعلون! إخرجوا حالًا من هنا حالًا!"

أخيراً تنبه الأربعة لوجودي. حوّل الدراج نظره ناحيتي أولًا وهو ينظر إليّ من أعلى إلى أسفل. بينما قالت الشقراء بميوعة وهي تخلع نظارتها المزيفة وتخلع رباط شعرها لتنثره على كتفيها:
" أه لقد نسيت وجود هذه الفتاة. يبدو أنها تسكن مع الإرهابية."
" مسكينة. كيف أمكنك السكن معها؟ "

علقت صديقتها فتضاحكت الإثنان. إستفزني ذلك وصرخت مرة أخرى ناحية الفتى الذي يمسك بعائشة:
" أتركها.. أتركها حالاً. "
" هاي توقفي عن الصراخ يا أنسة. قد يسمعكِ الجيران. "
قال جيمس الذي يمسك بعائشة. لتضيف الشقراء وهي تقترب منها:
" لا نريد لأحد أن يقتحم مرحنا... أوه أنظروا يا شباب لديها شعر! ظننتها صلعاء. "

هكذا علقت وهي تدخل يديها في شعر عائشة وتشد رأسها الذي كان متدلياً لأعلى، بدا الألم للحظة على ملامحها لكن سرعان ما عادت للهدوء وهي ترمقهم بإستياء.

أقبل الدراج الذي لم يقل شيئاً حتى الأن ناحيتها بينما مد الأخر -جيمس- يده ليدخلها داخل شعرها أيضاً قائلاً:
" وهو جميل أيضاً! كم هو إهدار أن يكون شعر من هم مثلك جميلاً هكذا."

رأيته وهو يجول بيده في شعرها فلم أستطع تمالك نفسي. تحركت حول الطاولة إليهم وأنا أصرخ به أن يتركها ولم أنتبه إلى الفتاة الثانية والتي كانت قد أخرجت شيئاً من حقيبتها وقامت برشه في وجهي.

 هُوية जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें