١٠

1.8K 281 66
                                    

التسامح يعني أن تمنح نفسك الفرصة لكي تبدأ بداية جديدة.
"ديزموند توتو"

___________

٢٩/يناير/٢٠١٨
مستشفى نيويورك.
الحوادث.

" وماهو القرار الذي اتخذتموه؟ هل ستقومون بالتسوية؟ "

سألتني نيكي ونحن نتوجه خارجتين من حوادث المشفى لبدء إستراحتنا، أخرجت نفساً حاراً وأنا أضع يدي داخل جيبي معطفي الأبيض ثم أجبتها:
" نعم. لقد إقترح رونالد ذلك علينا، قال أنه ليس هناك داعٍ لنقل الأمور للمحكمة فهم مجرد أطفال."
" ربما قال ذلك فقط لأن شقيقه أحد المتورطين!"

نظرت إليها لوهلة قبل أن أهز نافية وقائلة:
" لم يكن هذا رأيه هو فقط بل أصَّر المحامي على ذلك، كذلك والداي وعائشة، قررنا أننا سنكتفي بالتسوية على أن يُدخل الأطفال إلى إصلاحية تأديبية لستة أشهر قادمة مع بعض الأعمال لخدمة المجتمع. "
هزت كتفيها قائلة: " في الحقيقة هو عقاب أشفى غليلي قليلًا ، يستحقون ذلك أولئك الملاعين."

ضحكت على كلامها وإنزعاجها غير المصطنع.
أثناء سيرنا كنا نمر بالعديد من زملائنا الذين كانوا يباركون لي عودتي من إجازة لثلاثة أيام أخذتها بعد ذلك الحادث لأتعافى قليلًا من كل ذلك البكاء وأثار رزاز الفلفل الذي جعل الصداع يلازمني ليومين.

الجميع علم بشأن ما حصل والجميع إستنكره. حتى أنني تلقيت زيارة من دومينغو وبعض زملائي في القسم مساءً قبل يومين.
وعلى عكسي تمامًا لم تأخذ عائشة أي إجازة بل عادت لعملها فور إنتهاء عطلة نهاية الإسبوع المأساوية تلك.

قالت أنها لا تريد أن ترى شماتة الدكتور برادلي عليها وأن يعتبرها ضعيفة، لكنها لم تتوقع عندما وصلت إلى المشفى أن يكون هو أول يتحدث معها ويعبر عن إستياءه لما فعله أولئك الأطفال.

أخبرتني ذلك المساء أنها صدمت بردة فعله لكن سرعان ما علمت السبب إذ تحجج بكونها ستكون متعبة بعدما حصل معها ولم يدخلها لأي عملية طوال اليوم!

بدت عائشة للجميع صامدة وقوية وكانت تتابع سير القضية برفقة المحامي هيل ورونالد حتى وهي في المشفى عبر الهاتف. أعجب الجميع بذلك وكدت أن أكون مثلهم...أن أظنها لم تتأثر بما حصل وكنت أنا الوحيدة التي قضت ليلة كاملة في البكاء.

لكن وفي صباح اليوم التالي للإعتداء وبعد أن عدنا متأخرتين من مركز الشرطة، كنت قد ذهبت فوراً لأنام وبقيت هي لتتلو من مصحفها قليلًا.

إستيقظتُ بعد ساعة من نومي وقد إنتبهت أنني جائعة وأردت أن أرى إن كانت عائشة لا تزال مستيقظة فنتناول فطوراً معاً قبل النوم إلا أنني وجدتها تجلس في غرفة المعيشة وكانت تتحدث بالهاتف.

 هُوية Donde viven las historias. Descúbrelo ahora