الجُزء الأول

84.2K 4.3K 8.2K
                                    



إلى الآن مازِلتُ أتساءل: لماذا أنا على قيد الحياة؟

لماذا أستمِر بالمُضي والرَكض نحو أهدافٍ أُريدُها إلا أنني لن أكونَ مُهتماً إن لم أحصُل عليها، لماذا ءأكل وأشرب، لماذا أضحك وأتحدث وأنا حتى لا أشعُر بكُلِ ذلك؟

أعيشُ يومي وليس بالضرورةِ أن أعيشُه لحظةً بلحظة، لا!
أنا بأتمِّ الرِضى إن عِشتُه كما أُريد وحسب. لذا تركتُ عائِلتي وإخوتي ورحلتُ للعيش وحيداً، رحلتُ بعيداً جداً فلا لشخصٍ مثلي أن يعيش بالمُشارَكة أو أن يُرضى به أحد.

واليوم أتممتُ عامِ العِشرون وصادفَ أيضاً أن يكون اليوم يومُ تخرُجي من الثانوية.

آخر عامٍ دراسي كان كما المُعتاد لا شيء جديد ولا شيء يُثير لهفتي أو إنتباهي بل أنا في إستمرارٍ تام من التلاشي والبُهتانِ والنُحْل.

لكنّ بالرُغم من ذلك إستمررتُ بالدراسه بجهُدٍ كبير كي أحصُل على علاماتٍ مُرضية للأكاديمية التي أردتُ أن أُكمِلَ بها سنواتي الدراسية والتي لا أعلمُ نهايتها ولا أعلمُ كيف ستسيرُ بدايتُها حتى.

قدماي في هذا الوقت والذي قد مضيتُه بالتفكير فقط توجهت نحو السلالِم المُؤدية لسّطح بعدما تركتُ جميع الذين يتواجَدون هُنا في فِناء المدرسة يحتفِلونَ بصخَب

جيمين ونامجون الذي يُلّقب ذاته بـ آر آم
وجين الذي كانَ يبدوا الأسعَد هُنا بينما يرتشِفُ الخمرَ الذي بيدِه كُل دقيقةٍ تمُر عليه، كأن أنفاسُه ستُسلَب وحياتُه تكونُ داخلَ هذه الزُجاجه التي بينَ يديه

وبالتفكيرِ بالأمر الجميعُ يتواجَد في الحَفل عداه

عدى الفتى جيون جُنغكوك الذي على مرّ ثلاثِ سنوات كانَ يدرُس معي

هو في الكُرسي الأمامي وأنا خلفَه مُباشرةً

هادئ ونائِمٌ طيلتَ الوقت حتى في وقت الإمتحانات لم يُكلّف نفسه ولو لمرة أن يرفع رأسه أو يده لمسكِ القلم، أجِدُه غريباً أن يجتازَ الصُفوف
هل هو تخرجَ معنا اليوم حتى؟

لم أسمع صوته أو أرى وجهه ولا لِمرةٍ واحدة على الأقل لكني احفظ جُزءه الخلفي جيداً جداً فهذا الجُزء رأيتُه طوالَ ثلاثِ سنين مُتتالية

ولكن والشيء الذي يصعقُ عقلي الآن لما أنا أرى هذا الجُزء الخلفي يقِف على حافةِ السور

هل هو جيون جُنغكوك؟
هل يودُ الإنتحار؟
وأنا الذي ظننتُه لا يُبالي إلا بالعيش والنوم وحسب

مالذي ستجنيهِ من إنتحارِك
قُلت بينما وضعتُ يدي داخلَ جيبِ بنطالي الأيمَن أُخرِج عُلبة السجائِر التي بقيَ بها ثلاثٌ بعدما أخذتُ واحِدة أُشعِلها وأرتشِفُ العُذوبَة منها ويستَرخي جميعُ جسدي وحدثَ أيضاً كما توقعَت هذا الجسد امامي لم ينطِق بشيء كانَ ساكنٌ وواقِف أمامي وحسب

هِيرايذْ|TKWhere stories live. Discover now