الجُزء الثامن عشر

45.8K 3.7K 3.7K
                                    


في هذه اللحظه ،في هذه الثانيه ،الآن ،

أستطيع أن أُدرِك أنّي وحيدٌ جِداً ، لا مزيدَ للوهم بعد اليوم ، لا مَزيد من الإدّعائات

لم تكُن حياتي قبلاً مُمتلِئَةٌ بالألوان أصلاً ،لكنها على الأقل كانت رماديّه، وكنتُ لأرى من خِلالِها ! أمّا الآن فلا نِزاعَ ولا تراجُع ولا إكتراث، هي سوداء ،دوّامه ،متاهةٌ مُظلِمه ،مِثلُه ،مِثلُ قلبِه ،مثلُ عيناه .

أكونُ سعيداً؟ لأنّ لكُلِ ماحدثَ لي أصبحَ بسبب؟

أم أحزَن لأن جميعَ من كان حولي ،كاذِب ؟

لم أثق ،لم أُحِب ،لم أتعلّق بأحدهِم، لم أتوقف ولم أكُن مُعتاداً على أن لا أكونَ وحيداً ،على العكس

عِشتُ كابحاً لكُلّ مافيّ ،خوفاً على نفسي من أن لا تضعف يوماً ،من أن لا تخسر..

لكن هل أنا، هو أنا الآن؟

لو كنتُ أنا السابِق حقاً ،فلِما أشعُر بالبُهتان الآن؟

شيءٌ غريب ،شيءٌ لا أستطيع إدراكه
يلمِس قلبي ويجعلُني أشعُر ،أنا لم أكُن كذلك

لم أكُن لأشعُر فيما مضى أبداً ،أبداً ،لكن منذُ أن أتى
منذُ أن رأيتُه ،شعرتُ بأن جُمودي قد تخلّى عني بتفاوِت.

تايهيونق
رميتُ جهاز التحكُم الّذي بيدي على التلفاز الأوسطِ أمامي بقوه ، لأني أملِكُ الغضب الآن فوق كُل تِلكَ المشاعر التي تختلِجُني الآن وتتضارب بداخلي ،

رحلتُ نحوى السُلم الذي يؤدي إلى الأعلى وصعدتُه وقد كان هو هُناك ينتظِرني فقد رحل جدُه والذي رُبما يكونُ جدّي أيضاً؟ ، التفكير بهذا يُرهقُني ، بدأت أشُك في ما إذا كُنت إبناً لأحدِ العائلتَين أساساً أم أنّي مُتبنى حتى

أنت لـ
تحدثَ حينما صعدت لكن قاطعتُه ودفعتُه فوراً من أمامي دونَ أن أنظُر إليه ،أكره أنّي مازِلت هكذا.

جلستُ على الأريكه التي كنتُ بها سابِقاً وأخرجتُ هاتفي ،لكن ماذا أُريد به الآن؟

البؤس.

رميتُه على الطاوله وأسندتُ رأسي إلى الخلف بخفه ، أنا حتماً مُتعب من التفكير في أمر أُمي وعائلتي

وكذلِكَ مُتعَب جسدياً ،فقط كافحتُ كثيراً حينما كنتُ في البحر .







تايهيونق ؟
فتحتُ عيناي بهدوء ونظرتُ حولي وقد بانَت تقاسيمُ وجهه وطولِه أمامي ،متى نِمت أساساً لا أذكُر؟

هِيرايذْ|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن