الجُزء الثاني والثلاثون

45.4K 3.4K 2.1K
                                    


يوم آخر يمُر ، شهر آخر يمُر وكأنّ غيابُك يروقُ الأيام .

لقد مضى وقتٌ طويل منذُ أن رأيتك ، منذُ أن حادثتك ومنذُ أن عانقتُك، وأكادُ الآن أتقيء الفراغ لشدة ما يؤلمني ، أكره هذه اللحظة
أكره أن أكونَ مُشتاقاً إليك بهذا القدر اللامعقول ، أشعُر بالسجن
وبالخيبة ، أشعُر بأن روحي غادرتني إلى الأبد ، كُل يوم ، كل ليلة أُريد أن أبكي إلا أني لا أفعل ، لكن بُكائي بدأ بالتحوّل إلى ضحكاتٍ عالية ، شيئاً فشيء حُزنُكَ حولني إلى شخصٍ لا أعرفه أبداً ، شخص جديد كُلياً ، ليسَ أنا ، حتى لو نظرتُ في المرآه مئةَ مرة،هذا ليسَ أنا ،عدا أني اكتُب وعدا أني أتذكر تلك اللحظات المليئة بالشعور فهذا ليسَ أنا .

إني باهِتٌ جداً ، هزيلٌ جداً ، حزينٌ جداً ووحيد ، وحيدٌ حتى من نفسي .

كل ما نظرتُ إلى نفسي رأيتُك ، لِماذا؟

ما بيننا كانَ عميقٌ جِداً ،من الصعبِ حتى أن أُفسّر شيئاً يجولُ في عروقِ .

إنهُ ألمٌ فضيع أيُها الرب ، إنهُ يخدِش جدار قلبي ، يُبكيني ، يُرهقني ، يجعلني لا شيء ، يجعلُني ضعيف جداً ، وأنا رَث ، أنا أهوج ، أحمق ، ضعيف وجبان ، وأنا أُحِبُه وسأغفِر حتى تنتهي كل المغفرة في هذا العالم ، إنها وِحشة وظلامٌ دامِس بدونك ،لم أعُد أشعُر بالأمان والثقه ، تخيّل حجم الألم الذي عِشته لأتحول بهذه الطريقة

،شيءٌ في داخلي سقط كَأَنَّ الإستسلام تملّكني على الرُغم من أني أُواصل الطريق وكل ما بخارجي يبدوا صارِماً قوياً ،إنهُ متعب،
هذا مُتعِب أن أحمِل جبلاً من المشاعِر في داخلي وأنا لستُ إلا بحراً عميقاً ، الامر كأنه طعنه .

لا تضع المزيد من السُكّر 
قُلت للفتى الذي يعمل بجانبي بينما أدعك جبيني ، مُجدداً أغرق بالتفكير به

لكن..

ذلك خاطيء
هز رأسه موافقاً على الرُغم من وضوح غضبه لكن سيكون طعم القهوة سيّء جداً بهذه الطريقة

حسناً شيف
قال وابتسمت بسُخرية فأنا لم أصل إلى هذه المرحلة أبداً ، إلا أنه هو والجميع هُنا سيكملون السنة وهم مازالوا ينادوني بذلك .

الأهم أني أنهيتُ صُنع كعكة اليوم أخيراً ووضعتها في المُبرّد وأعلم تماماً أني أحتاج الاسترخاء العميق الآن

شيف تايهيونق عليك صُنع المَزيد من المُعجنات
قال مُدير المقهى ورفعتُ حاجبي له وكنتُ سأوشِك على تحطيمه بكلماتي إلا أنه فوراً ما هرب

هِيرايذْ|TKWhere stories live. Discover now