THE FOUR KINGDOMS [مُكتمِلة]

12 || رِسَالَة

.*

الدّخُول بالحَرب لايَحمِل سوى مشَاعُر المعانَاة والآلام،وقد يخسَرُون حيوَاتَهُم،ومع هذَا يعتزمُون رفعَ سيُوفهم ورؤوسَهُم شامِخَة بفَخر،حتّى وإن لفَظُوا آخِر أنفَاسهم في هذهِ المعرَكة فهُم عليهِم أن يفخرُوا بذلِك لأنّهم لم يستسلمُوا وقاتلُوا لآخر رمقٍ في حياتِهم.

وبالطّبع تضحيَاتهم لن تُهدَر،على الأقل هذا هُو الحقّ الوحِيد الذِي يجِب على الأحيَاء أن يسددّوه لمَن خسِروا حياتُهم لأجلِهم.

نفُوسٌ ستُقتَل،أروَاحٌ ستُنهَب،ودمُوع ستُذرَف.

ذكريَاتٌ ستُحفَر وترسّخ في تَارِيخ كوريَا العتِيق.

لنُدَافع عن بِلَادنا وكأنّه آخِر يومٍ لنا،لنذرِف كل قطرَة دمٍّ عن رضَا لأجلِ غوغوريُو وملِكَتها،والأجيَال القادِمة.

لنأمَل ألّا يُنسَى فضلنَا مع مرّ السّنِين،قلُوبهم بدأت تطمَئِن.

كَان يفكّر جمِيعهُم بهذِه الطّريقة بينَما ينتظِرُون جيشَ برِيطَانيا.

زوجَاتَهُم أطفَالهم وجمِيع من بقيَ خلفَهُم،يشدِون على أيادِيهم مغمِضُين أعيُنهم موجّهِين نظَرهم للسّماء،يدعُون الإله أن يحمِي من أحبّوا ويُرجعهم إليهِم سالمِين.

مضَت الأيّام وكأنّها شهُور والدّقائِق ساعات،الأرضُ تهتزّ أثَر حركَة جيشِ برِيطَانيا التِي بدأت جيسُو ومن يتبَعها برؤيَتُهم يقتربُون من بعِيد،خطوَاتهُم متزَامنة،يبدُون مدرّبِين جيّدًا.

كَانت تمتَطِي حصَانَها،وضَعت خوذّتها على رأسِها،الجمِيع يحبِس أنفَاسه،ولم تكُن بأفضَل منهم،الحرب ليسَت مُزحة.

هذهِ أوّل حربٍ تشَارك بهَا،وتأمَل أن تكُون الأخِيرة،شدّت على سيفِها،يدَها المُتعرّقة كانت ترتجِف،العبء التِي حملتُه جيسُو البالغة العشرُون من عمرِها،كانَ كبِير،حمَلت ثقلَ أحلامَها،وأهدَافها،حيوَات أتبَاعها ومَن أتبّع قرارَاتها،عائِلَتها،شعبَها،وكوريَا بأسرِها.

شعَرت وقتَها أنّها استهَانت بالحَرب،تهوّرت ربّما،ولكنّ الحلُول الأخرَى شبه مستحِيلة.

لم يَفصُل بينَ الجيشِين سوَى دقَائِق معدُودات،وهذا هُو أسوأ وقتٌ للتّشكِيك بقرَاراتك.

شعَرت جيسُو بوقعِ أحصِنة تقترِب منهَا،كانُوا الجّنرَالات الأربَع باستِثنَاء أكاتسُو الذِي يُقاتل في مكَانٍ آحَر،ونامجُون.