14 || لِأجلِكِ

1.9K 167 1K
                                    

.*

كانَ يسِير خلفَهَا مبتعدِين عنّ مكَان الحَرب،وعن أيّ شخصٍ قد يُقاطِع حدِيثَهُم،كنتُ أنظُر لظهرَها وطرِيقة سيرَهَا،شعرَها،وذاكَ السّيف الذِي زيّن خصرَها،لطَالما لاحَقتُها هكذَا في صغرِي،وأجزِم أنّها لم تتغيّر البتّة.

تمرّدت ابتِسَامة من بينِ شفتَيّ سُرعَان ما أخفَيتُها.

ربّما لم يعلَم هذَا ولكنّ برِيق عينَيهِ السّودَاء تلكَ عادَ لبرهَة،وسرعَان ما زَال تزَامُنًا مع اختفَاء ابتِسَامتُه.

لم يسِيرُوا كثِيرًا،ولكنّهم وصلُوا أمامَ نهرٍ كَان قرِيب مِن مكَانِهم،لم ينطُق أي واحِدٍ منهُما بأيّ كلمَة.

توقّفت ليسَا أمامَ النّهر،دُون أن تنظُر إليهِ نطَقت بهدُوء :

- تحدّث.

هاه مُتسائِلة خرَجت من فمِه مَلِيئة بتعجرِفٍ تصنّعهُ،عليهِ أن يَجعلَها تكرَهُه،لمَاذا وثقَت بوعدِهِ وأنتَظرَتُه طوَال تلكَ السّنوات،هذهِ الحَمقَاء،لم أسمَح لهَا أن تحبّنِي إلى درجةٍ تجعلَها تُهمِل حيَاتها.

فهذَا الحُب لن يثمِر على أيّة حال.

- أنتِي من دَعانِي للحدِيث معكِ،إن كَان ليسَ لدَيكِ شيءٌ لقولِه،فاسمحِي لي سأغادِر لا وقتَ لديّ لأضيّعُه معكِ.

وبنبرَة قاسِية ونظرَة بارِدة نطَق بهَا،واو هذا مُذهِل،منذُ متى تعلّم أن يتفوّه بمثلِ هذهِ الكلمَات الجّارِحة،لقَد آلمَها بشدّة ماتفوّه بهِ،خرَجت ضحكَاتٌ غيرَ ضاحِكَة من بينِ شفَتيها :

- أنتَ لستَ جونغكُوك الذِي أعرُفه،جونغكُوك الذِي أحبَبتُه.

قرّر ألّا يَضعَف اتّجاهَها،فكلَاهُما لم يُقدّرَا لبَعضِهما.

التفّت باتّجاهه وتلاقَت أعينُهما،أتّسعت أعيُن جونغكُوك من شِدّة الألَم الذِي طغَى على قلبِه فورَ رؤيَتِها لدمُوعها المُتجمّعة في داخِل عينَيها الجّميلَتين،لم يتمنّى يومًا أو يتخيّل قطّ أنهُ قد يكُون هو سببَ ذرفِها لدمُوعٍ تضَاهِي الألمَاس بقيمَتها لدَيه.

قررتُ أنّ أتصرّفُ ببرُودٍ معك،أجعلَك تكرهِيني،أقفَلتُ على قلبِي وقيّدتُه بسلَاسلٍ من حدِيد، وخاصّةً عندَما رأيتُكِ بعدَ تلكَ السّنِين،كنتُ بيأسٍ شدِيد أقاوُم رغبَتِي في الرّكضِ نحوَكِ ومُعانقَتكِ،احتوَاء قلبِك ومَشاعرُكِ،والإيفَاء بوعدِي،أن أجَازِي إنتظَارنَا بمَا أردنَا فعلُه في وقتٍ كَانت للمِسَافة التِي بينَنا حاجِزًا لفعلِه،إستَطعت التّعامُل مع كلّ هذهِ الصّعاب التِي واجَهتنِي بسبب حبّك.

THE FOUR KINGDOMS [مُكتمِلة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن