خَلَـل

5.8K 385 68
                                    

"وأن ماتسعي إليه يسعي إليك"
-جلال الدين الرومي.

لا تنسوا التعليقات الحلوة 🌚💙

..................

وقف لوكي أمام برج ستارك شاردًا، وقد عادت به ذكرياته لآخر مرة كان بها على الأرض.

لم يكن وقتها منفيًا كالقمامة من أرضه. لكنه كان هاربًا. كان قويًا ويملك سببًا يُبقيه مستمرًا في هذه الحياة الطويلة جدًا. وإن كان السبب هو الرغبة الأنانية والحقد الأعمى.

ليس وكأنه لا يملك القوة الآن. لكنه فقط لم يعد يملك ذات الحماس والحقد اللذين كانا يغذيان حلمه آنذاك. الحلم ذاته، أو الهوس، لم يعد موجودًا أصلًا.

لوكي كان يتطلع في البرج بملامح فارغة. يداه في جيوب معطفه، ويلف وشاحًا حول رقبته. هو لم يكن ليجد مشكلة في تقبل برودة الجو في هذا الوقت؛ فهو في النهاية يملك چينات أبناء نيفلهايم. لكن كان عليه ارتداء ملابس ثقيلة حتى لا يبدو شاذًا وسط الأرضيين..

وعلى ذكر الچينات، تذكر إهانة ثور له أمام الآسغارديين والإشارة لكونه خائن. ورغم شعوره بوخز غير محبب في قلبه، ربما غضب أو ألم، إلا أنه ابتسم بسُخرية وتابع طريقه مبتعدًا عن البرج بعد أن غير شكله بسرعة لهيئة بشري ما، حيث لفت نظره اقتراب سيارة طوني ستارك الحمراء المكشوفة، ولم يشأ أن تحدث جلبة لا حاجة لها.

ولم ينتبه أن شخصًا آخر كان برفقة ستارك استطاع أن يلمح مافعله.

................

دخل طوني ستارك للمكتب بخطوات واسعة جعلت من الرجل الذي يجلس خلف مكتبه يحدق فيه بفزع.

تجاهله ستارك وسحب حاسوبه المحمول من أمامه، وأخذ يقلب فيه عن شيء ما.

«ألا تود إخباري شيئًا؟»
تمتم العجوز ذو الشعر الأبيض الثلجي، والبشرة الحمراء التي ارتسمت عليها خطوط الزمن رافعًا حاجبيه، ومستنكرًا تهجم ستارك على مكتبه بهذه الرعونة.

«لا. لماذا؟»
أجابه ستارك بينما يتابع ما يفعله في الحاسوب منشغلًا، ليزداد استنكار الأخير، لكن صوت الشاب الذي دلف قاطع ما أراد قوله.

«مرحبًا هانك. لن تصدق ما رأيته في الخارج»
كان دخوله صاخبًا مما دفع طوني لقلب عينيه، والمدعو هانك الذي كان يجلس خلف المكتب ويناظر الفتى الصاخب سأله بانزعاج.
«ومالذي رأيته في الخارج؟، دكتور استرينج يدخل الشركة من مدخل الزوار؟»

«أوه، هذا بالفعل لا يُصدق»
تدخل ستارك بهدوء شديد، دون إبعاد نظره عما يفعل.

ابن أوديـنWhere stories live. Discover now