ومضة أخيرة

7.5K 380 183
                                    

"غارق أنا بلعنة العشق، إن كسرتها كسرتني"
................

عودة إلى ليلة هروب لوكي.

عاد ثور إلى جناحه ومعه إبريق ماء بدل المكسور.

كان ثور يشعر بالتوتر من مواجهة لوكي بعد ماحدث بينهما، ويفكر فيما عليه أن يقول. إن كان عليه أن يبرر، أو ينساق خلف مشاعره للنهاية! لكن كل شيء طار من عقله حين وجد لوكي يجلس أمامه فوق سور الشرفة، يحدق في ساقيه المتدليتين، وشعره المنسدل يحجب ملامحه.

أسقط ثور الإبريق من يده ليصدر صوتًا نبه لوكي لوجوده، فرفع رأسه لينظر إليه عبر خصلاته المبعثرة.

اقترب ثور منه ببطء وحذر، لا يعرف إن كان بوعيه، أو ما الذي يخطط له بوضعه هذا.
«لوكي!»

تمتم لوكي الذي أدرك ما يفكر به.
«لم أفقد السيطرة بعد، لا تقلق»
ثم أنزل رأسه مرة أخرى.

تنهد ثور واقترب منه أكثر.
«انزل من عندك، مايزال وضعك سيئًا. لماذا نهضت من السرير في هذه الحال؟»

لم يحصل على جواب من لوكي سوى الصمت، فعاد إليه التوتر من جديد ليهمس.
«لوكي، بشأن ماحدث أن-...»

قاطعه لوكي بهدوء.
«اقتلني»

تجمد ثور في مكانه، ولم يستوعب عقله ماقاله لوكي. فتمتم بصدمة؟
«ماذا؟!»

رفع لوكي رأسه بالكامل لينظر إليه.
«اقتلني ثور. أم أفعلها بنفسي!»

دفع بجسده للخلف، وكاد جسده يهوي للأسفل لولا أن تحرك ثور برد فعل سريع ليقبض على خصره.

«اللعنة لوكي، ما الذي تحاول فعله؟»
صاح ثور به غاضبًا. لكن لسانه انعقد بتوتر حين وجد ملامحه قد عادت لطبيعتها. ازدرد ريقه ببطء، وشعر بقلبه يكاد يخرج عبر أذنه.
حرك يده اليمنى ليثبتها على ظهر لوكي، ورفع يده الأخرى ليبعد شعره عن غرته، وعقد حاجبيه حين رأى دموعه.
كان لوكي يبكي للمرة الأولى أمامه، وهذا أربكه تمامًا
«ما الأمر؟ لماذا تبكي لوكي؟!»

أخذ لوكي نفسًا عميقًا، ومسح وجهه بظاهر كفيه. وللمرة الأولى يرى ثور ذاك الجانب الطفولي منه، أفرجت شفتيه عن ابتسامة عفوية لم ينتبه لها لوكي الذي قال بهمس خافت.
«الأمر أنني قد سئمت انتظار الموت. أنا لا أريد أن أموت. لكنني تعبت وأريد إنهاء هذا الأمر، خلصني ثور أرجوك!»

عقد ثور حاجبيه، وجذب لوكي نحوه ليشهق الآخر متشبثًا به. حاوط ثور خصره الهزيل بيد، ووضع يده الأخرى أسفل فخذيه ليحمله خارجًا من الشرفة.

ابن أوديـنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن