قطرات غضب

5.4K 310 42
                                    

"الغربة تجعل قلوبنا رقيقة كنسيج عتيق تتسرب المياه منه بسهولة."

-عدنان فرزات.

................

كان لوكي يجلس بكامل حلته على عرش نيفلهايم، يضع ساقًا فوق الأخرى، بينما يمسك صولجانه ويضرب الأرض به، ومع أنامل كفه اليسرى المليئة بالخواتم الفضية، والتي تضرب مقبض المقعد الذهبي، كان هناك لحن رتيب يدور وسط الصمت الثقيل في القاعة.

جلده عاد للّون الأزرق القاتم، زمرديتيه حال لونهما للأحمر الياقوتي، والبياض من حولهما أضحى اسودًا مثل ليل نيفلهايم البارد.

كان يضع تاجًا ذهبيًا أقرب للخوذة منه للتاج العادي، وينظر لهيرمثرس ومالكيث اللذيَن يركعان أمامه بخضوع تام، فيما يبتسم ابتسامة جانبية.

قال هيرمثرس خاضعًا.
«سيدي، لا يمكنك تصور فرحتي وأنا أراك تعتلي عرش نيفلهايم أخيرًا»

اتسعت ابتسامة لوكي الجانبية مخلّفةً فجوة عميقة في شقّه الأيمن.
«أرى ذلك»
قال لوكي ببطء، بينما بداخله، فكر لوكي أن هيرمثرس ذاك عجوز كاذب، ومنافق كبير؛ لوكي، إله للمكر والخداع، لطالما أحب أن يكشف الألاعيب والخبث من حوله. وفي رأيه، هيرمثرس كان شخصًا مليئًا بالخبث.

«انهضا.»
أمر لوكي ليمتثلا له قيامًا. كان هيرمثرس يظهر رضاه التام عما يحدث حوله.
كان العجوز ماكرًا، ولا يأخذ سوى الجانب الأقوى. هو يكون حياديًا فقط إذا كانت معالم النتيجة مبهمة. لذا هو في مكانه هذا منذ أكثر من ألفي عام.

بينما مالكيث لم يكن يعطي أي تعابير واضحة، رغم حقيقة كونه غاضب وحانق على كل شيء. فبعد أن كان طريقه للسلطة ممهدًا وأخيرًا، أتى لوكي وقلب كل شيء فوق رأسه.

«اعذر وقاحتي، ولكن أردت أن أسأل، ما الذي ينويه سيدنا؟»
كانت نظرات لوكي تنصب على صولجانه، ولم يكلف نفسه عناء النظر إلى هيرمثرس الذي سأل بحذر.

«أنوي الكثير من الأمور في الحقيقة. لكن لا أرى أي ضرورة لأن تعرفها الآن، هيرمثرس...ستعرف كل شيء في وقته»
اختفت ابتسامة هيرمثرس لثانية قبل أن يتدارك نفسه ويصطنع ابتسامته من جديد قائلًا.
«بالطبع...بالطبع، اعذرني على تطفلي»

حول لوكي نظراته تجاه مالكيث، كان يقف صامتًا جوار هيرمثرس الذي يحاول جمع شتات كبريائه الذي بعثره لوكي للتو.

«مالكيث»
هتف لوكي بصوت رخيم.

«مولاي»
أجاب مالكيث بصوت محايد، وأحنى رأسه إنشات للأسفل.

ابن أوديـنWhere stories live. Discover now