انكسار باهت

4.8K 303 66
                                    

"أبعدني عنك أو قربني...إنها محض نبضات شارفت على التوقف...!"

.................

صباح أحد الأيام. كان هايمدال، حارس جسر بيڤروست وسيد النور، يشعر بالريبة هذا الصباح، مما جعله يقظًا ومتحفزًا تجاه أي حركة.

راح يحملق بالفضاء عبر الستار الزجاجي للقاعة، ويدور بحدقتيه الكهرمانيتين بحثًا عن مصدر النبض والحركة في الفراغ، فيما يقبض على سيفه بتأهب.

«وجدتكم»
أخيرًا. حمل سيفه على كتفه، ووضع ابتسامة جانبية على شفتيه ليتمتم بصوت منخفض.

تحرك بخطوات سريعة -أقرب للهرولة- نحو الجسر فيما يشعر بالأصوات تصبح أوضح.

قفز فجأة في الهواء وهوى جسده لأسفل قبل أن يتوقف في الفضاء. تحسس بيده الجسد المعدني -غير الظاهر- قبل أن يلوح بسيفه ويضرب إحدى المناطق محدثًا صوتًا قويًا. ثم قفز مجددًا نحو الجسر، وخلفه ظهرت مركبة ضخمة تهوي لأسفل قبل أن تنفجر.

أخذ يتلفت هايمدال في كل مكان وهو يشعر بالمزيد من تلك المركبات حوله. لوح بسيفه الضخم في الهواء، وعقد حاجبيه.
«يبدو أن لدى أسغاردا يوم حافل»

.................

على الجانب الآخر من آسغارد، بعيدًا عن الجسر، كان لوكي يطفو بمركباته خارج الأسوار.

«إنني أتساءل حول غياب هيرمثرس عن حدث مهم كهذا!»
تمتم لوكي بصوت ملتوٍ، سمعه مالكيث الذي يقف خلفه. وارتسم شبح ابتسامة على شفتي آيدون وهو يراقب تغير ملامح مالكيث، قبل أن يعود لجموده.

«هيرمثرس رجل جبان ياسيدي، لن يغامر بحياته في معركة مجهولة النتائج»
رفع لوكي حاجبًا والتفت نحوه، والأخير أنزل رأسه فورًا.

«أتظن ذلك؟»

مالكيث صمت لدقيقة، قبل أن يومئ.
«بالطبع ياسيدي»

رفع لوكي كفه ليربت على كتف مالكيث.
«دعنا ننتهي من الأسغارديين، ثم ننظر في أمر الخائن...»
رفع مالكيث رأسه لينظر نحو لوكي الذي ابتسم فورًا وأضاف.
«...هيرمثرس»

لوكي بالطبع كان على علم بسبب تخلف هيرمثرس. السبب الحقيقي بالأحرى.
الحرب التي أشعلها آيدون في نفس مالكيث نحو هيرمثرس كانت تقود إلى نتيجة واحدة حتمية. وهي موت المستشار الماكر على يد مالكيث الغاضب.

وهذا بالضبط ما أراده لوكي، وهو بالطبع ما يعلم أنه قد حدث.

ترامى إلى مسامعهم صوت بوق حاد، عرف لوكي مصدره على الفور.

ابن أوديـنWhere stories live. Discover now