شعلة باردة

4.7K 303 69
                                    

"إن لم ترد أن تحترق أناملك، أبقها بعيدًا عن النيران"
-إن كانت النيران أنت، فلا أمانع انصهاري فيك حتى أصبح رماد.

.............

يجلس لوكي فوق عرشه واضعًا ساقًا فوق الأخرى، ويسند رأسه لظهر العرش محملقًا بالأفق بشرود.

كانت الذكريات تتقاذفه يمينًا ويسارًا حتى استقرت على ذاك اليوم الذي ترك فيه اسغاردا بكل مافيها خلف ظهره.
رفع يده متحسسًا شفتيه، ثم أغمض عينيه وهو يتذكر الملمس الرطب فوق شفتيه...

Flash back:

فتح عينيه ببطء وهو يشعر بثقل فوق شفتيه، وملمسًا رطبًا جعل الدفء يتغلغل في ثنايا روحه رغم البرودة التي يشعر بها. كانت مفاجأة صادمة له وهو يرى ثور بهذا القرب منه، ليس قريبًا فقط وإنما هو الذي يغتصب شفتيه في هذه اللحظة.

شعر بقلبه يخفق بعنف حتى كاد يصل إلى ذروة الجنون، فقط من شعوره بشفتي الأخير على شفتيه.

كان منهك القوى ليبعده، وفي الحقيقة هو لم يرد ذلك؛ هو قرر اغتنام اللحظة، ثم سيفكر بالعواقب فيما بعد، إن كان يملك الوقت لذلك.

فتح شفتيه قليلًا، وحركها ليجاري حركة شفتي ثور، ثم حرك يده ليضعها خلف رقبته ليمنعه من الإبتعاد، حين شعر بجسده يجفل من مبادلته القبلة.

ثور الذي لم يستمر إجفاله طويلًا، فتح عينيه لتصطدم بخاصة لوكي، وبدأ الحديث الصامت يدور بينهما، فيما تتحرك شفتيهما معًا، ببطء وتناغم، وكأنهما تتراقصان على أنغام لحن غير موجود.

كان هذا الشعور عظيمًا جدًا في نفس لوكي المتعب، والذي رأى انعكاسه في عيني الآخر. ولم يرد أن ينتهي رغم انقطاع أنفاسه، فلم يعلم إن كانت ستتكرر تلك القبلة، أم أنها وليدة لحظة اندفاع لن تعود.
للحظة أراد أن تستمر تلك القبلة حتى تسحب روحها معها، وينتهي الأمر بنهاية سعيدة له.

لكنها انتهت أسرع مما أراد. حيث ابتعد ثور ببطء وهو يحول نظره لشفتيه، وقد رآهما ثور، رغم إزرقاقهما، مغريتين كالجنة.

قلبه استمر بالنبض بعنف، وشعر بجفاف في حلقه، وهو يتفحص كل شبر في وجه ثور القريب، والآخر يفعل المثل.

كانت الثواني تمر ثقيلة وهما على نفس الوضعية. حتى مرر لوكي لسانه على شفتيه، وابتلع ريقه.

«ثور»
همس لوكي، وتلقائيًا تحركت عينا ثور نحو شفتيه، ولم يستطع منع نفسه من الإقتراب مجددًا ليدفع لسانه عبر شفتي لوكي المنفرجتين بخفة، ولوكي انتفض مغمضًا عينيه، ومتشبثًا برقبته أكثر.

ابن أوديـنWhere stories live. Discover now