•Three•

6.3K 555 111
                                    

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"أتعلم حينما يأتيك ذلك الشعور الغامض المُرعب حينما تُدرك أن الحياة تمضي وأن هنالك الملايين من الأشخاص يعيشون ذات الثانية بطريقة مُختلفة" تمتمت, أطوي نهاية كُمي بلا هدف مُحدقةً به

"ففي ذات اللحظة التي أتمدد بها أتفكّر عميقا في داخل السماء الغارقة بالغيوم، هُنالك من يبكي بلوعة على خسارة شخص ما..." اكملت مُبررة، رُغم الطبيعة من حولنا والنسيم البارد اللطيف الذي يحمل رائحة العُشب والقُرنفل، إلا أن أفكاري لم تكن بذلك الجمال

لم أتلقى أي إجابة، ابتسمت أُدير خصلات شعري الشقراء خلف أُذني، أسترق النظر إلى إيدن وأعود للنظر بعيداً "أعتذر"

"عجباً" نبس ونظرتُ إليه سريعاً "عليكِ حقاً التوقف عن مشاهدة الأفلام، وقراءة الروايات" نطق يومئ وينظر بعيداً، عبست أُشيح ببصري "أحمق" تمتمت وقهقه بخفوت.

"بيلي أنتِ تعلمين جيداً كم يجب عليكِ التخلي عن هايدن" بصوتٍ هادئٍ للغاية بعد صمتٍ دام لبضع دقائق نطق ببساطة

طأطأتُ رأسي, أشد من إمساكي لأطراف سُترتي الصفراء الثقيلة ذاتها، نظفتُ حلقي إستعداداً للحديث بكلماتٍ لم أجدها

أردت البوح بكم هذا صعب, بكوني لا أريد التخلي عنه مُطلقاً
مسافةٌ ظهرت بين شفتاي ولكني لم أجد صوتي, ولا حتى كلماتي

"ماتفوه به نوا صباح اليوم كان حقيقيا للغاية، ذلك الأحمق..." صمت لبضع ثوانٍ يتنفس بعُمق ويحرك رأسه يميناً وشمالاً، يقضم شفته تارةً ويُفلتها تارة، يداه تتراقص مع الهواء "قبِل بمشاعرك لإشباع غروره ليس إلا" نطق مُجدداً، وعاد للنظر إليّ بعُقدة بين حاجبيه

لقد كان ذلك في الصف العاشر، بُحت له بمشاعر مؤلمة قد كُنزت في قلبي مُنذ الصف الثامن!

"هيا، لنعد؛فلقد تأخر الوقت" نطق يبتسم بخفوت؛حينما لم يتلقى أي إجابة مني واضعاً يده على عضدي، تنفستُ بعُمق اومئ

*******

"لقد عُـ..عدت" إنكسرت نبرة صوتي وشعرتُ بقلبي يقفز رُعباً عندما رأيت رجل ما يجلس على أريكتنا، يبسط ذراعه اليُمنى على الجُزء العلوي منها، وقد إعتلت رُكبته الأُخرى

تراجعتُ خطوةً للخلف أعقد يداي على صدري، ارتفعت عيناي سريعاً ناحية أبي الذي خرج من المطبخ يحمل كأس ماء بيده، أطلقتُ تنهيدةً، أُغمض عيناي "اوه أهلا صغيرتي" نطق يقترب مني بعد أن أعطى الرجل الكأس

أحاط بيده جسدي يطبع قُبلةً على جانب جبيني لأجزاء من الثانية قبل أن يتراجع "كيف كان يومكِ؟" سأل واومأت ولا زلت أضع يداي على مُنتصف صدري، يداي ترتجفان بحق الرب

𝙱𝙻𝚄𝙴 𝚂𝙼𝙸𝙻𝙴Where stories live. Discover now