الفَصل الأول : إيكاروس وَ بروكسيما.

1.3K 104 52
                                    


يُرجى التنبيه بنُقطة عند وجود خطأ 💗.

♦☻♦


رَائِحة الاكتئاب كانت تخنقُ الأجواء ، اختصار للوضعِ الذي ينطبقُ على صفّ رِي

فِي الكُرسي الأول ، و اجباريَا تم وضعُ أديسون ري فيه، لتكون اقرب لنظرِ المُعلم ، طلِيق والدتها.

بقدرِ ما أحب الوالد قُرب ابنتهِ ، هي كرهت الأمر ، كما كرهت كل انشٍ بِه 

أصابعها كانت متمسكة بطرفِ القلم تُنزل نَظرها بصمتٍ مُطبق عِندما اصاب رأسها كتلة ورقية 

تبع الفِعلة الطفولية صوت قهقهاتٍ جعلت مِن المعلم ان يلتفت باستغرابٍ بَعد ان كان مُغمسا في الكتابة عَلى اللوح

وجهُها الدائرِي المُغطى بخصلاتها القصيرة السودَاء، لم يأبى الارتفاعَ لكي لا تُظهر تعابير الاشمئزاز للرجُل الذي يضلّ والدها 

مرّة اخرى شيء ورقي أصاب رأسها، كانت طائرة ورقية صغيرة ، اصابعها ارتفعت تزيحها تقبضها بعنفٍ مخفيٍ اسفل الطاولة

أطلقت نفسا مرتاحاً عندما رن صوت انتهاءِ حصص يومِها البائس المعتاد في ثانويتِها ، لتستقيمَ بسرعة تسحب حقيبتها خارجة 

بخطواتٍ مسرعة اتجهت خارِج الثانوية ، ثم ناحية موقفِ الحافلة ، حشرت كفها داخل حقيبتها تنكمش ضد نفسها قليلا بسبب الازدحام

- كَيف كان يومكِ ؟

صوتٌ مجهول غيرِ مألوف ظهر بجانبِها ، و بدونِ تفكير حتى اجابت بتمتمة بالكاد تُسمع

- مُقرف كالمعتاد _ مهلاً..

رفعَت رأسها لاول مرة منذ بدأ اليوم تنظر حولها للازدحام بحُدقتيها ذات اللون العسليّ ، لكنها لم تلمح سوى اُناسا لا تعرفهُم 

♦♦


زفرَت بارهاقٍ تدخلُ شارع حييِها الفقير الفارغ، و الأهم المُظلم بشكلٍ يجلب الاكتئاب، ككُل شيء في حياتها 

رفعت راسها مجدداً قبل ان تتباطئ خطواها ثم تتوقف أمام جدار المبنى القديم القريب من بناية شقتها 

بخطٍ رتيبٍ واضح، لون علبة رشاش طلاء رماديّ، بدى حديثا 

لِما عليك ان تكُوني إيكاروس بينما أنا بروكسيما الوحيد من يصلهُ دفئ الحُب، أديسون ؟ 

♦♦




إيكاروس : أبعد نجمٍ عن الشمس ؛ بروكسيما : اقربُ نجمٍ الى الشمس .




عاشِق  ✔.Where stories live. Discover now