عاشِق ✔.

الفَصل السَادس : فنّان تلوين .

وَسط نادِي الرسمِ الهادئ، كان رئيسه كيم تايهونغ حَرص على جعلهِ مثاليا بالكامل

طاولة حملت أنواع فراشِي الرسم بجميع الأحجام، كذلك الأقلام و علب الألوان المائية او الخشبية 

الغُرفة إتسعت لرفٍ يحمل اوراق رسم و دفاتر لذات الغرض حَملت أسماء الأعضاء ، و ألواح مُختلفة الاحجام 

تمامًا كما لو أن تايهونغ حاصَر فِردوس الرّسامين داخِل الغُرفة ذات اللون البنفسجّي الفاتح

رِي كانت قَد باشرت برسم بعضِ الخربشاتِ في دفترٍ فارِغ كُتب عليه إسمها

- هَل تريد ان اُصدق حقا انه رسمُك هوسوك-هيونغ؟

- ليس رسمي لكنه تلوِيني ، بحقك تايهيونغي ..

رَفعت عدستيها من فوق الدَفتر تُلقي انتباهها كالبَقية لرئِيس النادي مُتخصرا أمام قائد فريق الرَقص أمام الباب

حركت رأسها تسترِق النظر للوَرقة التي كانت بين كفيّ تايهيونغ، عسليتيها اتسعت لإنشات 

تلك كانت أحد رسوماتها التي سلّمتها لصحيفة المَدرسة قبل سنةٍ كاملة ! 

كانت رَسمة لفتاة و فَتى يتوسّطان فراغًا مِن النجوم الّامعة بينما يمُدّان كفيهما لتتشابك

الفتاة كانت قد مّثلت كوكب زُحل إستنادا إلى الحَلقة مُتقنة الرَسم التي كانت حولَ رأسها 

بينما الفَتى مّثل كوكب نيبتون كَما فكّرت آنذاك، لكن هوسوك كما لونَها بدت اوضح بسبب تداخل الأزرق و الأبيض

تلوِينه كان آسراً كما لَو أنه بثّ الحياة للصورة الفارغة 

- ذَلك جميل

نَبست بشرود قَبل ان تنتبه انها قد تقدمت تنظُر للتلوين و الصورة مما جعلها تتراجع خطوة

لَعقت شفتيها بتردد قبل ان تمُد لهوسوك الرّسمة في الدَفتر ، كانت قد رَسمت بنايات مُدمرة و فوضى في يومٍ ماطر

بينَما توسطها فَتى مُلثم كَما لو يتخفى ، جاثياً امام زَهرة نامية وَسط الفوضى، و فِي سرّها، الرسمة عبّرة عن عاشق الشوارِع و هِي

- إيُمكنك ان تُلونها؟ إن لم تُمانع

سألت توقض المَعني من شروده بنجمتِه ليوميئ بسرعة، يتخطّى تايهيونغ بنظرة غرور ليَقلب الأصغر عينيه

و بالفِعل في وقت قيّاسي ، كان هوسوك قَد لوّنها، الألوان كانت مُتداخلة بشكلٍ آسر كأنه خُلق ليُلون هذه اللوحة بالذات 

و تِلك كانت الورقة الرابِحة لينضّم جونغ هوسوك إلى نادِي الرَسم، كـ فنّان تلوين

♦♦

أنتِ الّلوحة التِي أوكِل لِي منحُها الحياة ، و مَا مِن لوحة وُلدت بدون لون، فحتى الأبيض و الأسود، لونينِ

مُجددا بلونٍ ازرق فاقع على الجدار كُتب، و بسرية ضغطت أصابعها ضدّ الرَسمة المُلونة بين اصابعها

ما قالهُ كان صحيحاً بالكامل، إلى جانب كامل التشبيهات التي نَسبها إليها غرِيمها

هِي حقا كانت اللوحة التِي إنتظرت مَن يلوّنها .