الفَصل الثَاني عشر : رَاقصِني.

491 90 25
                                    


- أرى أنكِ بصحة جيدة، هل اتبعتِ الملاحظات؟ أحسنتِ .

جونغ هوسوك، في صباحِ إثنين غائم كان يسيرُ برفقة الأصغر مُتجهين إلى المدرسة بعد لقائهما فِي الطريق

- أجل، اشكرك مجددًا هوسوك-سينباي 

نبست بإبتسامة لم تتوقع أن تصنعها فِي صباحٍ غائم حيث تقودها أقدامها لمدرستها يومًا ، بينما اصابعها تعدل وشاحها

- لا تشكرِيني، نحن اصدقاء بعد كل شيء 

هتف هوسوك بإبتسامة دافئة يراقب أدق حركاتها أسفل رموشه ، بنظرة مُغرمة عكس الـ 'أصدقاء' تلك.


♦♦

حِصة فراغ، و هاهو الحظ يبتسمُ لرِي أخيرًا عند غياب مُعلم الأحياء الذي لم يغب يومًا 

لذلك، هي قررت الخروج و التسكع فِي أروقة الثانوية إلى حين حصةٍ أخرى 

و عَلى حين غرّة، هي وجدت اقدامها تتوقف أمام غُرفة الرقصِ الفارغة مِن الاعضاء غيرَ هوسوك 

الشابُ كان يقفلُ سترته حَتى أسفل عنقه ببعض سنترمترات متجهًا لمُشغل الموسيقى في جانب الغرفة 

و مَع أول ثوانٍ من لحن الاغنية الهادئة هي شهقَت كونه شغل أغنية كانت مدمنة عليهَا هذه الفترة ، ليلتفتَ الأكبر لها

- اوه رِي، لم تدرسِي؟ أدخلي 

هوسوك سارع بخطواته للأصغر يدفعها برفقٍ لحيث المقاعد، هي وضعت حقيبتها بجانب حقيبته في أحد الكراسي 

جلست تعبث بأصابعها بينمَا قدمها تهتز برغبة فِي الرقص بينما تنظر للشاب الذي كان يقوم بتحركات بطيئة دقيقةٍ كلحنِ الأغنية

الأغنية لم تكن راقصة لذلك الحد، لكن هوسوك جعلهَا كذلك بحركاتِه، كأنه يعبر بأطرافهِ 

- تعالِي ، تريدين التجربة؟ 

نبسَ يوقف حركاته ساحبًا قارورة مياه متجرعا كمية منها ينظر عبر المرآة للفتاة التي رمشت بتردد قبل ان تسير نحوه

المحبة و الشِجار..الإتهام و الإنكار

- جيد ، قفِي هكذا..

لا أستطيع تخيّل العالم بعد رحيلكِ 

هوسوك كان يُعطي التعليمات بينمَا الأصغر وقفت أمامه و هو خلفها، حركات اقدامه كانت تزامن حركات قدميها

الإستمتاع و الفوضَى الشياطين المصنوعِين منها 

سأكون ضائعا جدا إذا تكرتنِي وحدي

بينما احد كفيه كانت قد غلفت أحد كفيها الباردة يُرشدها بالخطوات، واحدة بوَاحدة

أقفلتِي على نفسِك في الحمام..

تلك المرة سَاعدها على الإلتفاف ثم خطوة إلى الأمام ، يُغيران أماكنهما بتزامن

مُلقاة على الأرضِ عندما إقتحمته..جذبتُك إلّى لكي أشعر بنبضات قلبك

- إنزلِي برفق عَلى ركبتيك

همس خلفَ أذنها لتتبِع الأاصغر تعليماته بينما نبضاتها تهتز بتوترٍ 

هَل يمكنك سماعي أصرخ 'أرجوك لا تتركيني'

تحكم بحركة كفها مشيرًا بها للامام ثُم يُعيدها لحضن الأاصغر منزلا رأسها برفق بكفهِ الحرة

إنتظر..مازلت أريدك

- قفِي، خطوتين للخلفِ ، إلتفافة واحدة ،ذراع للأمام و أخرى فوق عينيك

عودِي..مازلت أحتاجك

مجددًا أعطى تعليماتٍ بينما يسحبها للإعتدال مجدداً ، و بسبب خطواتها للخلفِ لامست صدره لثانية

دعيني أمسك كفيكِ ، و أصحح الوضع

أقسم أن أحبك طوال حياتِي 

أعادها لوضعيتها السابقة ارضًا بعد ان طبقت الخطوات ثم للأعلى مجددًا 

أنتظر..انا مازلتُ أريدك

- أنظري اليكِ، تجيدينها حقا

مَدح ضاحكًا يفلتها يرفقٍ رغم ان جزءًا منه رفض ذلك يشيح بصره لثانية عندما لمح توردهَا الخافت

و هُنا ، جونغ هوسوك قد راقصَ معشوقته للمرة الأولى فِي مكانه المفّضل 



عاشِق  ✔.Where stories live. Discover now