004

627 53 43
                                    







مهما يكن مؤلمًا عذابي، مهما تكن شاسعة وحدتي، المسافة التي تفصلني عن العالم لا تفعل شيئًا سوى أن تجعله متاحًا أكثر.

بالإضافة إلى أنني لا أستطيع أن أعثر فيه لا على معنى موضوعي أو غيبي, الوجود على تعدد أشكاله لم يكف أبدًا عن أن يكون مصدرًا لكل من الحُزن والسرور.

أحيانًا جمال زهرة يكون كافٍ ليبرر في عيني مبدأ غائية الكون، بينما في أشياء أخرى أصغر غيمة تعكر صفو السماء، تشعل من جديد تشاؤمي القاتم. هؤلاء الذين يتعمقون بإفراط يكتشفون المعاني الرمزية في أتفه مظاهر الطبيعة.

هل يعقل أنني أحمل بداخلي كل الذي رأيته في حياتي؟ إنه لأمر مُروع حين نفكر في أنَ كل تلك المناظر،الكتب، الأهوال والإشراقات،

قد كدست في عقل واحد. أشعر كما لو أنها نُقلت إليّ كوقائع وأنها تثقل كاهلي. أحيانـًا أشعر بأني تخطيتها وأفضل أن أنساها كلها. الاستبطان يقود إلى إنهيار داخلي لأن العالم يخترقك ويسحقك بثقله الطاغي،
فهل من المستغرب إذن أن يلجئ البعض إلى أي شيء
- من الابتذال إلى الفن في محاولتهم للنسيان؟

- إيميل سيوران


*ملاحظة غير مهمة؛ أحب سيوران*

أَجّWhere stories live. Discover now