012

291 25 15
                                    


- مجوعة نصوص متنوعة لرياض الصالح الحسين -

المرأة التي تركت على سترتي
صوتها المضيء
تهتم بالحب والأغاني المكتوبة
وتقول لي:
أتريد أن تقبلني؟
أتريد أن أقبلك؟
إذن، اغمض عينيك ودع الشرفة مفتوحة

المرأة التي لم تقبل أحداً منذ معركة واترلو
معركة العلمين
مذبحة دير ياسين
ومذابح العالم الأول والثاني والثالث والرابع

كانت تقول لي وهي تضع يدها الطرية
على صدري:
قلبك لم يعد طريّاً
ونبضك يدق ببرود
فهل جعلوا من قلبك منفضة لرماد سجائرهم؟
ومن شرايينك أحزمة لبواريد جنودهم؟

المرأة التي كانت تبكي في الأزمنة السعيدة
كانت تقول لي:
ألديك أصابع؟ أين هي أصابعك؟
هل سرقوها منك دون أن تدري؟
هل أخذوها عنوة بمساعدة السكاكين؟
هل سقطت منك وأنت تركض في الليلة
الفائتة وراء ظلك ؟

* * *

أمس لم يسأل عنك أحد
لا ماء في البحر
ولا سمكة على الشاطئ
أمس لم يسأل عني أحد
زارني الموت ولم يكن على الرف قهوة
ولأن الموت يحب القهوة مثل جميع الناس
فلقد قلب شفتيه وصفق الباب وراءه
ومضى في قطار العتمة.

وكانت تقول لي :
أنت لا تبكي
أنت لا تبتسم

فمن احتسى دموعك بدلاً من الفودكا بالبرتقال؟
ومن أكل ابتسامتك بدلاً من فطائر الكبد المشوي؟
فمك مغلق ، ولسانك مصفّد
ترى، هل تخبئ في فمك أغنية أم نقالة موتى ؟
حديثاً عن عطلة نهاية الأسبوع؟
أم طفلة بعينين مفقوءتين ؟
هل نسفوا لسانك أيضاً؟
أم ثبتوه بسقف حلقك بالدبابيس الفضية؟

* * *

ماذا نفعل
إذا كان ثمة عيد واحد للقبلة
وأعياد كثيرة للقتل
ماذا نفعل؟

* * *

ثمة امرأة وضعت قلبي
قلبي السائغ للقضم
في كأس صغير
وأضاف عليه قليلاً من الماء والسكر
وكان بودي أن أسألها بمرارة:
لماذا شربت قلبي على أنه عصير برتقال
ولم تأكليه على أنه برتقالة؟

* * *

وأنا أنتظرك الآن
حزيناً كرسالة لم تصل
ووحيداً كفزاعة عصافير
أنتظرك وأعرف أنك معي

* * *

- الأعمال الكاملة؛ رياض الصالح الحسين

أَجّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن