018

248 15 1
                                    






-الربيع الخفيف-

لمّا الفضاء يختصر بدون صورة جانبية
في غيمة
حيرته الضالّة الكبرى
- أين الشاطىء؟ -
بينما النهر بتعرّجاته
يستمر
يفتّش، من منعرج الى منعرج، راسماً
نهايته
بينما الماء، بخضرته القاسية،
يرفض أسماكه

في انعكاس جوٍّ مبهم
وعميق يرتعش...
لمّا الصباح يقود أروقة
حَوراته البطيئة
بفضل الرواسب المهتزّة
بين أوراق الأشجار
بعد تقدم مُتَلوٍّ
يجمع في خورس

تموّجَ السماء جدَّ الرائع
فوق ريحها
مع المجرى السريع للوقائع
التي تمر في اندفاع...
أيها الربيع جدَّ الخفيف
بين مجاذيف النوتيّة.

* * *

-الحدائق-

الزمن في العمق. أنظر اليه
كيف يتمدّد على الحدائق. كيف يتجوّف.
ها هو يكشف لك سريرته. يا شفافية
المساءاتِ الجمة الملمومة أبداً.
ارض وزمان
عطاءٌ فائق الحدّ: نجدٌ عالٍ
من أجيال النور
يندفع من الشرفات
بعطر مشهد طبيعي.
ينحفر فيكِ
مجرى نهري،
- بلذّة الجريان -
ايتها الأرض، الأرض، يا أرضي.
(ما هي تلك المجاهل،
تلك المظاهر الغامضة؟
وجهاً لوجه يتوافق
صمتي مع واديه.)
أعرف مثل هذه الجمالات،
جدّ الحية، جدّ الحقيقية،
التي لا تُسَلِّم إلا هذا المكان
صيغتها، مفتاحها.
كمثل حوراتك، والهواء،
أتشرّبكَ أيها الوطن،
يا قدَري! فارعَني
حتى أتكامل.

-خورخي غِيِّين

أَجّWhere stories live. Discover now