عادت لتنزف

31.3K 878 193
                                    

عدلت ارورا تنورتها القصيرة بلون البوردوه الغامق لتتناسق مع  القميص الاسود باكمامه الطويلة ورقبته التي تغطي عنقها  جيدا داخله بطريقة تحدد خصرها  النحيل وانحاء فخذيها الممتلئة فردت شعرها ليسترسل علي كتفيها مموجا في خصال مجعدة  ليصنع نوعا من البربرية اضفت عليها جمالا طبيعيا ، امسكت بالمرآة  الدائرية الخاصة ببودرة التجميل    لتتفقد بها  احمر شفاهها الوردي بانه لا يزال ثابتا علي  شفتيها اخذت معطفها لتردتديه بسرعة وهي تسمع تذمر ناتالي تناديها بصوت عالي

"ارورا هل تحتاجين وقتا اضافيا  لقد تاخرنا "

لعنت ارورا في سرها حين شاهدت الشق  الموجود في مقدمة حذائها الرياضي هذا ما كان ينقصها  والان كيف ستحل هذا بحثت بسرعة في خزانتها لتجد حذاء بكعب عالي اسود اللون يتماشي مع زيها ،هي لا تفضل هذا النوع من الاحذية فهي غير عملية اطلاقا لكن لا خيار اخر امامها اما ان ترديه هو او تذهب حافية لان ناتالي ستفقد عقلها ان تأخرت دقيقة اخري نزلت علي السلم ببطئ حتي لا تتعثر وتسقط الا ان وصلت الي ناتالي التي  كانت واقفة امام الباب  ما ان لمحتها  حتي اطلقت صفيرا  تعبر به عن اعجابها بمظهرها  لتقول وهي تدور حولها

"تبا تبدين فاتنة يافتاة "

ردت عليها ارورا بسرعة وهي تفتح الباب مشيرة لها بان تخرج

"توقفي عن هذا الهراء ناتالي لقد تأخرنا بالفعل عشرة دقائق عن موعدنا "

خرجت ناتالي لتلحق بها ارورا ، كانت سيارة اجري بانتظارها  امام المنزل قالت ناتالي لها بتذمر بعد ان جلست بجوارها علي المقعد

"اه ابدو كالمتشردة   بقربك ان كنت ستتأنقين هكذا علي الاقل اعلميني لارتدي شيئا لائقا بدلا عن بنطال الجينز المهتري الذي اتقلده الان تبا لا اكاد اقارن بك  منذ متي وانت تتمتلكين ثياب خارقة كهذه ولا علم لي بها "

ابتسمت ارورا بسخرية وهي تلمح الانزعاج علي محيا ناتالي لتقول بنبرة ضاحكة

"انت تبالغين ناتالي ثيابك جميلة ثم ان ما ارتديه ليس بتلك الروعة هو افضل شيء استطعت استخراجه من  خزانتي وهو ليس اكثر من خرق بالية امتلكها منذ سنين  "

حين حضرت الي المدينة وتم قبولها للعمل في شركة هاي سكاي لم يكن لديها ثياب لائقة للعمل لذا اشترت بعض  التنانير والقمصان من سوق الثياب المستعملة وكان هذا من ضمنها  تذكر انها ارتدته في اول يوم عمل لها تستطيع الي الان تستحضر شعورها وهي تعبر بوابة الشركة لاول مرة ،لم تحس بنوع من الفخر كذلك في حياتها اكثر من تلك اللحظة اتاها شعور بانها تخطو نحو النعيم مباشرة لكن مالم تعلمه هو انه سيكون الجحيم بعينه في يوم من الايام  اخرجها صوت ناتالي  من شرودها لتسمعها تقول

"لكن مظهرك يدل علي عكس ذلك تبدين كمن اشتريتها من دور ازياء في باريس البارحة "

تبا لقد بدأ الحديث مملا جدا وان استمر سينتهي ببكاء ناتالي وطلبها من السائق العودة الي المنزل لتبحث عن ثياب اخري ولا وقت لذلك لذا الافضل ان تغير الموضوع باخر

"الهروب من الماضي"Escaping from the pastWhere stories live. Discover now