"الهروب من الماضي"Escaping from the past

الحقيقة

انحنت ناتالي لتمد كوب القهوة الي براد قائلة له بصوت هادئ حتي لا توقظ ارورا التي كانت غافية علي كتفه 

"اشرب هذا سيساعدك قليلا "

رمقها بنظرة خاطفة قبل ان تعود عيناه الي ارورا 

"لا اريد ان اتحرك فقد تستيقظ  ،لم اصدق انها نامت اخيرا فقط لانأمل ان لا تفيق بكابوس اخر "

وضعت الكوب علي الطاولة وتراجعت لتجلس علي الكرسي الذي يكمل الاريكة ليعطيها شكل الزاوية القائمة ، دلف جاك المكان قائلا 

"هل نامت "

اومئت له ناتالي وهو يجلس بقربها 

"اجل للتو فحسب   "

تنهد بإرهاق ليدع جسده ينهار علي الاريكة خلفه وكل ذرة به كانت تموت الما اذ كانت الليلة السابقة كابوسا حقيقا عاشته ارورا فقد دخلت الي حالة من الرعب  الحاد ولم تستطع النوم ولا لدقيقتين متواصلتين  زارتها الكوابيس بطريقة جعلتها تفقد عقلها كليا حتي الدواء المهدئ الذي وصفه لها الطبيب لم ينجح في ابقائها فاقدة للوعي سوي لنصف ساعة ليعيد السيناريو المخيف  نفسه طوال الليل ، ظل الجميع بقربها ورغم ذلك لم تشعر بالامان حمدلله انها استطاعت النوم  الان علي الاقل لتستعيد بعد من روحها التي فقدتها البارحة  ،فتح عينيه حين سمع صوت براد يحدثه 

"هل اتصل كروز "

اعتدل في جلسته ومسح وجهه بكفيه قبل ان يجبه 

"اجل لكن اخبرته ان يؤجل عملية استجوابها قليلا  ريثما تتخطي هذه الصدمة علي الاقل "

"وماذا اجابك "

"وافق علي طلبي واعلمني ان اتصل به حال تحسنها  ،اري من الافضل اخذها الي فرشها نومها بهذه الوضعية غير مريح "

قاطعته ناتالي قبل ان تتجرع من كوبها 

"بوضعية نوم غير مريحة وغافية او بوضعية مريحة ومستيقظة انت اختار "

كانت ناتالي محقة ان لم تشعر بالامان هكذا لم كانت نائمة الان  وتحريكها قد يوقظها وهذا ما لا  يريد حدوثه مسكين براد سيظل جالسا بهذه الطريقة حتي تفيق  ،لذا عزف عن رأيه وغير اهتمامه الي اخر 

"توقفي  عن شرب القهوة وعودي الي غرفتك لتنامي  انت بحاجة اليه ايضا "

عراضته علي الفور

"لن اتركها هنا واذهب سأبقي حتي تتحسن حالتها "

"اول شئ ستفعله حين تتحسن هو توبيخك لعدم اهتمامك بنفسك ولا بطفلك  انت في شهرك الرابع والراحة ضرورية لنموه في هذه المرحلة انصتي الي واذهبي لتأخذي قسطاٌ من الراحة وان حدث اي طارئ سأنديك اعدك "

لم تعد ناتالي قادرة علي الادعاء اكثر بأنه علي ما يرام انها حتما منهكة ومرهقة للغاية كل عظمة بها كانت تنقح الما  ،و  أرادت حقا الاستلام للنوم منذ زمن لكن القهوة التي ظلت تتجرعها باستمرار حافظت علي جفينيها مفتوحين حتي اللحظة ، بكن مازا هناك بريق من المقاومة داخلها  اختفي ما ان  خاطبها براد ايضا