قبل النهاية

26.7K 776 208
                                    

افاقت ارورا  منذ الصباح الباكر  ولم تضيع ثانية لتركض مسرعة باتجاه شرفت غرفتها الواسعة ،ازاحت عنها الستائر المخملية السميكة لينقشع لها المنظر الاسر الذي خلفها وحلقة الشمس تخرج رويدا من خط الافق وقد توزعت اشعتها مشكلة تاجا براقا اكسب العالم اكبر نعمة فيه وهو ضوءها ، دفعت النافذة لتسلل رياح باردة من خلفها اعانت  قلبها برجفة وهي تغمض عينيها متخيلة  ما خلف جفنيها  وهي تحاول حفظ الصورة التي رأتها في اعماق ذكرياتها ،مرت  دقائق عديدة وهي علي تلك الحل حتي سمعت طرقا علي الباب لتدلف عبره بيا التي القت عليها التحية وكانت الخادمة الوحيدة التي تتقن الانجليزية 

"صباح الخير سنيورا  ارجوا ان تكوني بصحة  ونشاط  هذ الصباح "

تقدمت ارورا منها لترد عليها بهدوء 

"صباح النور بيا اتمني ايضا ان تكوني بخير "

حركت لها رأسها ايجابا قائلة 

"انا كذلك سنيورا ،لقد ارسلتني سنيورا لويزا اليك واردت منك مقابلتها عند الردة بعد ساعة من الان "

تساءلت ارورا عن السبب الذي يدعوا السيدة لويزا لطلبها في وقت مبكر من الصباح   لكن اخفته الي وقت لاحق وبدلا عن ذلك قررت صرف من تقف بانتظار ردها 

"بالطبع سأكون هناك عند الوقت المحدد"

ما ان غادرة بيا الغرفة حتي دخلت ارورا الي الحمام ،اغتسلت وعادت لتبدل ثياب نومها باخري لائقة ولم تجد اكثر من تنورة بلون اخضر طويل مع توب بحمالتين رفعيتين زينت حوافه بالدانيتل اكتسب لونا برتقاليا قاتما يزيد عن درجة لون شعرها 

نظرت الي نكولاس نظرة سريعة لتجده لايزال يغط في نوم عميق ،لن تزعجه الافضل ان يرتاح  اليوم عليهما العودة الي لندن وعليه النزول الي دوام مدرسته ايضا  ،سارت علي درجات السلم ببطئ وهي تسترق السمع الي الصمت الصارخ الذي يسود المكان ولا اثر لبراد  في الارجاء توقفت بوسط الردة وقد تبقي علي الموعد دقيقتان قضتهما في تفحص اللوحات الثمينة المعلقة علي جدرانها حتي سمعت صوت نقر كعب حذاء نسائي  يصدر من اتجاه الدرج ، رمقت لويزا وهي تسير في افضل حالاتها بثوب  راقي تكون من مثلثات متقاطعة للالوان المحايدة يتناسب مع قوامها الذي تستطيع منحه مصطلح رشيق رغم سنها الذي يناهز الستين  ، تركتها حتي اقتربت منها لتلقي عليها التحية الصباحية بابتسامة 

"صباح الخير سنيورا لويزا "

تذمرت  من  قولها لترد عليها بنبرة معاتبة 

"اه ارورا لا تناديني سنيورا لقد زالت الرسميات بيننا انت خطيبة  ابني الان وانا في مقام امك  "

 لقد بدأت  تشك احيانا  في ان هذه السيدة مضطربة عقليا  جميع تصرفاتها تنم علي  انها صادرة من شخص عاقل ورزين يوزن الامور بروية قبل الحكم عليها امرها عجيب حقا  .

"الهروب من الماضي"Escaping from the pastWhere stories live. Discover now