الفصل الرابع

928 71 5
                                    

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

***

(الفصل الرابع)

اخذ يجول بعينيه في انحاء القاعة المزينة بأبهى زينة و الموسيقى الرقيقة تصدح و هناك من يحتلون ساحة الرقص و يتمايلون مع الانغام ، مختلف النبلاء و سادة مملكة اركيديا ، الترف يغلف ارجاء القاعة والابتسامات منتشرة ، كان الجميع و كل شيء مثالي لكن ذلك لم يزل الوخز الذي يشعر به في صدره فهو لم يثق يوماً بالمظاهر و يعرف انه مهما اظهر هؤلاء الاشخاص من مظاهر السرور بهذا الاحتفال إلا انهم يكرهونه تماماً كوالده و هذه الحفلة ما هي إلا واجهة لأجل اظهار انه لا علاقة متوترة بين اركيديا و هالين و لا دليلة علي ذلك سوى دعوة اميرة هالين و التجاهل موقتاً ان زوج تلك الاميرة احد المجرمين المنفيين ، خفق قلبه عندما تذكر ايلير انها النقطة البيضاء الوحيدة بين السواد الذي يحيط به فهي تختلف عن الجميع لم تتصنع يوماً او تحاول اخفاء شخصيتها الحقيقية بل كانت روح بريئة عفوية الي حد الاندفاع احياناً .

- اين ايلير ..؟ .

انتبه سايروس الي إيروس الذي اتي باتجاهه ليجيب و هو يحك رقبته بتوتر:- طردتني من الغرفة قالت انه ليس من الجيد ان اراها قبل ان تستعد بشكل كامل و يجب ان تفاجأني كالجميع .

- انها غريبة ..! .

همس إيروس متعجباً بينما لم يستطع سايروس منع ابتسامة صغيرة من الظهور علي ثغره بعد ما سمعه .. مما جعل إيروس يوقن ان شقيقه فعلا يحب زوجته ففضل الانتظار معه علي الاختلاط بالحضور منذ الان فالسهرة مازالت في اولها .

ما هي إلا دقائق حتي ظهرت ايلير و هي تنزل الدرج بخطوات بطيئة ممسكة بيد فيرا ، كان الاثنان مدهوشان بجمالها الاخاذ ، بدت فاتنة بفستانها الازرق الليلي الراقي و كان نقيضاً لزرقة سماء عينيها الصافيتان و شعرها الفضي جمعته بدبابيس الماسية تسريحة راقية ... تقدم سايروس اليها و ينحني كنبيل و يلتقط يديها قائلاً:- اتسمحين لي سيدتي الجميلة .

طبع قبلة علي يدها و هو يكمل:- انتِ تسحريني في كل مرة .

منحته ايلير ابتسامة رقيقة لتسير معه لتحية الملك و الملكة بينما تبعهم إيروس ليجلس في مكانه بجانب عرش والده .. بدأت الفرقة الموسيقية تعزف لحن هادئ ، توسطا ساحة الرقص ، احاط يده حول خصرها ليبدأ بالرقص و يهمس في اذنها:- انتِ جميلة كل الاعين تنظر اليكِ .

مطت ايلير شفتيها المطليتين باللون الوردي لتعلق بتذمر:- انهم ينظرون الي الجميلة و الوحش مع عكس في الادوار .

لفها حوله و منحها ابتسامة ساحرة:- احبك و لا اهتم لأي شيء اخر في هذه الحياة .

الامير المنفيWhere stories live. Discover now