الفصل الخامس

980 66 3
                                    

سبحان الله و بحمد سبحان الله العظيم
لا اله إلا الله

***

(الفصل الخامس)

اعتاد الملك كارلاين هذه الايام امضاء وقته بعد جلسة نقل الطاقة في الاجتماعات مع مجلس اللوردات و الاهتمام بامور المملكة المختلفة و رغم كل الجهد الذي يبذله إلا انه يشعر بالقوة تجرى في عروقه بعد كل جلسة كأنه شاب بالثلاثينات .

استرخي على كرسي مكتبه و كان قد انهي قراءة رسالة ملك هالين و اخذ يفكر فيها بجدية فالرسالة تحمل دعوة لفتح صفحة جديدة بعد سنوات القطيعة بين المملكتين و إتاحت فرصة للتعاون التجاري و قد رشح سايروس ليكون ممثل للمصالح المشتركة و ايضاً اكد انهم سيحترمون قوانين اركيديا و لن يحصل اي اختلاط بين البشر و السحرة ... كان كارلاين قد زار هالين مرة واحدة فقط و قد كان ذلك منذ سنوات و لم تكن مناسبة سعيدة بل كانت زيارة لحضور جنازة الامير ديمتري ابن الملك فرانز و رغم ان انطباعه عن تلك الزيارة لم يكن جيداً إلا انه اخذ يفكر بانه لا سبب منطقي يمنع التحالف التجاري بين المملكتين ، لقد اقترح فرانز ان تقام مفاوضات بين اركيديا و هالين لأجل المصالح التجارية و بحكم الحدود المشتركة سيعود ذلك بمنفعة على كل الاطراف .

حين قام كارلاين بمشاورة مجلسه اعلن اغلب اللوردات رفضهم ان يكون سايروس هو الوسيط لقولهم انه لابد ان يحمل حقد عليهم و انه لن يوافق او سيقوم ببث الفتن بين المملكتين لأجل ان تقوم الحرب و ينتقم من اركيديا.

لكن كارلاين لسبب لا يعرفه لم يستطع ان يوافقهم و استمر في رفضه ان يصدق ان يكون لدي سايروس اي نوايا كهذه ثم انه قد مرت سنوات علي مشاكل سايروس في اركيديا و العلاقة بين المملكتين ستكون اهم من مشاكل و احقاد الماضي ثم ان سايروس سيكون وسيط فقط و كل القرارات ستتم بموافقة الملك فرانز.

فكر ان يقترح الامر علي سايروس و ان يعرض عليه الشروط التي سيضيفها للاتفاقية.

- اين سايروس ..؟.

سأل الملك بهدوء ليجيبه احد الحراس:- لقد راه بعض الجنود يسير باتجاه الحديقة الداخلية للبرج الشمالي ياسيدي هل نستدعيه ..؟ .

- لا سأذهب الي هناك .

غادر كارلاين مكتبه و سار خلفه مجموعة من حراسه خلال الممرات مفكراً انها المرة الاولي التي ينطق فيها باسم ابنه منذ سنوات ، منذ المحاكمة و نفيه فقد اصدر امراً ألا يتم ذكر اسم ذلك الخائن مرة اخرى في القصر .

و ما ان وصل حتي اخذ ينقل نظراته في ارجاء الحديقة انها تعيد اليه الكثير من الذكريات و لم يرها بهذه النظارة منذ زمن طويل ، اعجبته الازهار و سحر الطبيعة ، فاخذ بالتجول خلالها تاركاً حراسه خلفه بعدت خطوات ، ان كل شيء يذكره بزوجته الراحلة لقد كانت كملاك الرحمة من المؤسف ان ابنها لم يرث شيء من صفاتها سوى شكلها فهو يشبها و تذكر كارلاين حينها انه اتي الي هنا بحثاً عن احد و كاد يظن انه ليس هنا إلا انه تفاجأ حين رأى سايروس نائماً اسفل شجرة البلوط الكبيرة كان يبدو مسالماً و للحقيقة مزال كارلاين لا يستطيع رؤية الشر و الانانية و الرغبة بالسلطة في ملامح سايروس ، لكن الي اي حد يمكنه تصنع البراءة ..؟! فمهما ادعى لا يمكنه ان يخدعه لقد انكشفت حقيقة نوايا سايروس منذ سنوات و رغم انه قد مرت عشر سنوات لكنه للان لا يمكنه مسامحة ابنه علي خيانته التي لا يفهم سببها اهو طيش الشباب و الزهو بالسلطة او الخوف من يعين إيروس ولى للعهد بدلاً منه .

الامير المنفيWhere stories live. Discover now