13

1.4K 92 25
                                    

أنقضَى النهار وَ حلّ الليل و أستيقظ القَمَر و نامَت الشَمس في ذلِك البيت الذّي كان يعمهُ الهدُوء ها هُو الأطوَل قَد غَلبهُ النُعاس و غطّ في نومٍ عَميق بَعد عودتهُم مُباشرةً أمّا بالنسبَة الأقصَر فقد بقيّ مُستيقظًا مُمسكًا إحدى الكُتب يقرأها بينمَا يتنَاول كأسًا من النَبيذ ليُساعده على التَركيز فهو مُؤخرًا أصبح يبتَاع الكثِير من الكُتب التّي تخص مَرض تايهيُونغ و من دون علم الأخِير مهما كان هو لا يُريد منهُ أن يشعر بالسُوء بسببهِ لطَالما كره رُؤية تايهيُونغ يتعذّب بسبب ما أصَابه في تِلك الأثنَاء قَد مرّ على بالهِ مشهَد قُبلتهُ مع جونغكُوك هو بنفسهِ لا يعرِف لمّا أصبَح يُفكر فيها فجأة هل هو يشعُر بالقَرف من نفسهِ لأنهُ قَام بمُبادلتهِ في حِين أنهُ ليس عليه فِعل ذلِك؟ أو يشعُر بالقَرف من تصرفّات جونغكُوك الغَريبة؟ ماذا يُسمى ذلِك؟ كان رأسهُ مليئ بالتساؤُلات إضافةً إلى أن التَفكير بوضِع تايهيُونغ قَد أرهَقهِ، "ماذا لو كان تايهيُونغ يدّعي المرض؟ ماذا لو أنْ كُل ما أخبرنِي بهِ كان كلهُ زيف؟ ماذا لو كان تايهيُونغ مُجرد شخصًا كاذب!"
قطِع حَبل أفكارهِ صوتَ المَطر الذّي بدأ يضرُب النَافذة ترِك الكتَاب من يدهِ و خَرج راكضًا كطفلٍ صغير فرحًا بالمَطر، أغمَض أعينَاه و بدأ يدُور تَحت المَطر تاركًا قَطرات المَطَر تنسَاب على كُل أنش في وجههُ وَ لم تَنسى حقّها من شعرهِ و ملابسهِ ها هو قد أصبَح مُبللًا بالكامِل، حاوَطت يدٍ خصرهُ من الوَراء وَ حتى من دُون أن يَفتَح عينَاه عَرف تلكِ اليَد لمَن مُلامسته المُميزة التّي تُرسل الرَجفة إلى كُل أنحاء جَسدهِ، تِلك التَلامُسات التّي تجعلهُ يطِير في الأُفق حتى من دُون الحاجة إلى أجنحة، فَتح عَيناه أخيرًا لتلتَقي بخاصةِ ملاكهُ كانَ الأثنان لوحدهُما هُناك لا صوت يُسمع فَقط صوتُ ضربات سقُوط المَطر على الأرِض، مرّر تايهيُونغ أبهامهُ على شفاهِ الأقصَر ممّا جعلَ من جسمِ الأقصَر ينتفِض "من هو حتى يجعلنّي بلمسةٍ منهُ أنسى كُل أفكاري السَيئة تجاههُ؟"
أبعَد جِيمين يَد تايهيُونغ عن وجههِ و دَخَل المَنزل تاركًا الآخِر في حيرةٍ من أمره "في هذا الصَباح كان كُل شيءٍ على ما يُرام ما الخطأ الذي أرتكبه ليتصرّف جِيمين معهُ على هذا النحو؟"
"هل هو و بالصُدفة يمتلِك مشاعرًا لِـ جونغكُوك؟!"

ذَهَب هو الأخَر وَ قرر ألّا يُفاتح جِيمين في الموضُوع فعلىٰ ما يبدو هُناك شيئًا يحصِل لا يعرف ما هو، بدأ القَلق يملؤه فقَط بمُجرد التَفكير في الأمر، هو لا يُريد خسَارة جِيمين لو كلفّه الثَمن حياتهُ لن يتركهُ
حالمَا دَخل المَنزل لم يكُن لجيمين وجودٍ في الصالة فهو بالتأكيد قد ذَهب للنَوم الآن جَلس تايهيُونغ على الأريكَة مُنتصف غُرفة الجلُوس ليلتَقط كأس النَبيذ الذّي كان موضوعًا على الطاولة و يحتسيهِ دُفعةً واحدة طَعمهُ جعلهُ يشعُر بأرتياحٍ كبيرٍ فلقَد مرّت فترةٍ طويلة لم يَحتسي فيها نبيذًا بِسبب مَرضهُ بالطَبع بَعد أن شَرب الكأس ذَهب إلى المَطبخ فاتحًا الثلاجَة باحثًا عن زُجاجةِ نبيذًا ليحتسيها فلقد فكّر أن كُل ما يحتَاجه الآن هو جُرعات أضافيَة من الشَراب و في هذهِ الأثنَاء قطَع مُتعته صوتُ رَنين الهَاتِف تجاهلهُ في بَادئ الأمر و لكِن على ما يبدُو أن المُتصل لا يسأم حتّى يتم الإجابَة عليه، رَفع سمَاعة الهَاتف واضعًا إياها على أُذنه لم ينبِس ولا بأيّة حَرفًا واحد ليتحَدث المُتصل

 On The Train. Donde viven las historias. Descúbrelo ahora