من الذي قال ان الموت يأتي مرة واحدة؟.. ومن قال ان الموت هو دفن الجسد ف التراب وصعود روحه للسماء؟.. فمن الممكن أن تموت وانت ع قيد الحياة.. وهذا ما حدث لي.. فقد كان عمري ٢١ عاما عندما مت للمرة الأولى.. و٢٧ عاما عندما مت للمرة الثانية.. وف هاتين المرتي...
ف قصر الجبالي.. كانت سيلا لاتزال ف صدمتها مما قاله نور.. ولا تعلم لما يصعب عليها استيعابه.. فقالت له محاولة الاستيعاب:نور.. انا مش فاهمة حاجة.. يعني ايه مش مامتك؟.. نور:ايوا مث ماما.. تي تبقى ثاحبة بابا وكات تيجي تقعت معايا يغايه ما بابا يجي..بث انا مث بحبها.. سيلا بعدم فهم:صاحبة بابا؟.. نور:اه.. بث هي وحثة اووووووي.. انا مث بحبها.. سيلا محاولة كتم دموعها أمام نور:طب ليه بس كده يا حبيبي؟.. هي طالما صاحبه بابا تبقى اكيد كويسة.. نور:ناء ناء مث كويثة.. تي وحثة.. سيلا محاولة تغيير الموضوع:طايب ي حبيبي.. سيبك من كل دا بقى.. ويالا عشان تطلع تاخد دوش عشان مانتاخرش ع الباص.. وبالفعل أخذته سيلا وصعدا الي الأعلى وقامت بتحميمه وقامت بجعله يرتدي زي الحضانه وحقيبه ظهره ثم أخذته واتجها الي الخارج لينتظرا الحافلة..وبالفعل بعد دقائق جاءت الحافلة وصعد إليها نور ثم دخلت سيلا الي الداخل ووجدت هاتفها يرن معلنا عن قدوم اتصال وعندما رأت الرقم وجدته رقم خالد.. ترى لماذا يتصل بي؟.. فقامت سيلا بالرد قائلة:الو.. خالد:قولي للخدم الي عندك يجهزوا عشا كويس عشان جومانا هتيجي تتعشا معانا النهارده.. سيلا:تمام.. اي أوامر تانيه؟.. خالد:اه.. انا هاجي النهارده متأخر شويه.. ابقى قولي لهالة تلغي كل المواعيد الي قبل ١١.. سيلا بتلقائيه:هتروح فين؟.. خالد:وانتي مالك؟.. اظن حاجة ماتخصكيش..اعملي الي قلته.. سلام.. وقام خالد بإغلاق الخط ف وجهها دون سماع اجابتها..ستترك عملك من أجلها؟.. من هذه ولما كل هذا الاهتمام؟.. عادت سيلا الي ارض الواقع عندما وجدت صوت داخلي يقول لها:انتي مالك بكل دا؟.. خالد خلاص مابقاش هو الي كنت تعرفيه.. خالد اتغير.. انتي غيرتي فيه كل حاجة ي سيلا.. فبلاش بقى كل شويه تقعدي تستغربي تصرفاته.. وركزي ف شغلك وخلاص لان انتي مالكيش اي فرصه معاه.. هذا صحيح.. لا يوجد لي فرصه معه مهما حدث.. يجب أن اركز ف عملي فقط.. قامت سيلا بالذهاب الي المطبخ وقالت للخادمة:استاذ خالد بقولكم حضروا عشا كويس عشان انسه جومانا هتيجي تتعشا معاه بليل.. الخادمة:حاضر ي انسه سيلا.. إن شاء الله يكون العشا جاهز ف معاده.. سيلا:ان شاء الله.. عن اذنك.. تركتها سيلا وعادت الي غرفتها وقامت باخذ حمام ثم ادت فريضتها ثم قامت بتغيير ملابسها وارتدت هكذا..
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
ثم اخذت الملفات واللابتوب واتجهت الي الخارج وقامت باخذ تاكسي لتصل للشركة.. وظلت طوال الطريق تفكر ف طبيعة علاقة خالد بجومانا.. كيف هي؟.. كيف تقابلا؟.. ماهو الوضع بينهم؟.. ترى ماذا يفعلان الان؟.. وظلت هكذا تفكر ف تلك الأمور التي كانت تزيد وجعها اضعافا.. ولكنها عادت الي ارض الواقع عندما توقف التاكسي أمام السيارة.. أعطت السائق أجرته ثم اخذت اشيائها وصعدت للشركة..اتجهت سيلا الي مكتبها وقامت بوضع الملفات مع الملفات الأخرى التي انجزتها ثم اتجهت الي هالة وقالت لها:مستر خالد بيقولك هو هيتاخر النهارده وأي مواعيد قبل الساعة ١١ الغيها.. هالة:امممممممم طالما هو عمل كدا.. تبقى عقرب هانم وصلت.. تعجبت سيلا عندما قالت هالة ذلك.. اذن انها تعلم بخصوص جومانا.. فقالت لها سيلا:مين عقرب هانم دي؟.. هالة:جومانا السواف..دي تبقي بنت اكبر وأهم عميل لينا..مستر خالد قابلها من ٦ شهور واحنا بنعمل صفقة مع باباها.. ومن ساعتها وهي لازقاله.. هموت واعرف عاجبه فيها ايه؟.. دا باردة وتنكة ولا تطاق اصلا.. سيلا بحزن:الله اعلم.. ممكن يكون بيحبها.. هالة:بيحبها؟.. Sorry يعني بس لو دا صح.. يبقى ماعندهوش ريحة الذوق..وبعدين انا متأكدة انها لازقة كدا عشان خاطر فلوس ومركز مستر خالد.. سيلا:الله اعلم بالنوايا.. اهم حاجة انه يكون مبسوط معاها وخلاص.. هالة:ع رايك والله.. المهم قدرتي تخلصي الشغل؟.. سيلا:اه.. دا انا سهرت عليهم طول الليل..لغايه ما دماغي خلاص هتنفجر من كتر الصداع.. هالة:طب انتي فطرتي؟.. سيلا:لا.. ماليش نفس.. هالة:ليه ي بنتي كدا.. لازم تعوضي قلة النوم بالأكل..انا هنزل اجيبلك ساندويتش صغير كدا عشان تفطري واديكي اسبرين للصداع.. سيلا:لا عادي مالهوش لازمة.. هالة:مش بمزاجك ع فكرة.. انا نازله.. وبالفعل تركتها هالة واتجهت الي الاسفل.. جلست سيلا ع المكتب وظلت تفكر فيما قالته هالة الان.. انها ليست من النوع الذي يحبه خالد.. اذا لماذا هو معها؟.. هل من الممكن أن يكون قد احبها؟.. لا لا لا.. انه يضع صورتي خلفيه للهاتف.. اذا كان يحبها اذا لما لا يضع صورتها هي؟.. ي الله انا لم أعد افهم اي شئ.. ظلت سيلا هكذا بين أفكارها حتى أتت إليها هالة وهي تحمل معها ساندويتش وكوب من القهوة وتضعهم أمام سيلا ع المكتب ثم قالت لها:اتفضلي يا قلبي.. ادي الساندويتش والقهوة عشان تفوقي ولما تخلصي هديكي اسبرين.. سيلا بابتسامه خفيفة:تسلميلي ي قلبي.. معلشي تعبتك معايا.. هالة:لا ي قلبي ولا تعب ولا حاجة.. وبعدين عيب لما تقولي كذا.. احنا اخوات وزمايل.. وبعدين الحمدلله الشغل النهاردة خفيف مش هتتعبي يعني النهاردة ان شاء الله.. سيلا:ولا تقيل.. ماهياش فارقه.. هالة:طب انا هروح اصور شويه ورق كدا تبع الشغل وجايالك.. سيلا:ماشي ي قلبي.. تركتها هالة وذهبت.. تركتها لتعود بين دوامة أفكارها من جديد..كانت أفكارها عبارة عن ماذا؟.. ماذا يفعلون الان؟.. ماذا تقول له؟.. ماذا يقول لها؟.. ف تلك الاثناء ف احد المطاعم الشهيرة ف القاهرة.. كان خالد جالسا مع جومانا..ولكنه لم يكن معها ع الاطلاق.. فقد كان يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وكانت جومانا تنظر اليه بغيظ وقالت له:واحنا هنفضل قاعدين كدا كتير؟.. خالد وهو لازال ينظر للهاتف:كدا ازاي يعني؟.. جومانا:يعني هنفضل باصص ف موبايلك كدا كتير.. هو انا مخلياك قاعد شويه من الشغل عشان تتكلم معايا ولا تفضل باصص ف الموبيل؟.. قام خالد بوضع هاتفه جانبا وقال لها بابتسامه هادئة:عشان اقعد معاكي طبعا.. دا انتي واحشاني اوي ي عمري.. جومانا بابتسامة:ايوا كدا.. ماانت بتعرف تقول كلام حلو اهو.. اومال كنت ع طول صامت ليه؟.. خالد بابتسامة:اهو.. كنت لسه بتعلم بقى عشان اعرف اقولك الكلام الحلو ده.. جومانا:٦ شهور بتتعلم كلام حلو ي خالد.. خالد:اهو بقى كل واحد وتعليمه..واحتفالا بيكي النهاردة ي قلبي.. انا عازمك عندي ف البيت ع العشا.. جومانا بسعادة:بجد ي خلودي؟.. خالد:بجد ي قلب خلودي.. وقام بامساك يدها وطبع قبلة رقيقة ع كف يدها وقال:ف حاجات كتير اوي اتغيرت ي قلبي وهتتبسطي منها اووووووي.. جومانا:اكيد طبعا يا عمري.. ظل خالد ينظر إليها بابتسامة رغم ذلك البركان الثائر بداخله.. بركان قد اقسم ع الانتقام.. بركان قد اقسم ع رد الاعتبار والكرامة.. بركان اقسم ع اذاقتها العذاب.. والان سيريها انه يوجد الأغنى والأجمل منها بكثير.. وان حياته لن تتوقف بعدها مهما حدث.. وها قد بدأنا ي سيلا.. ظل خالد مع جومانا حتى الساعة الثانيه عشر ظهرا..وكانا يتحدثان ف العمل اغلب الوقت وقاطع حديثهم صوت رنين هاتف خالد معلنا عن قدوم اتصال وعندما رأي الرقم وجده رقم سيلا.. فاجاب عليها خالد قائلا:الو.. ف ايه؟.. سيلا:حضرتك اتاخرت عن الساعة ١١..حضرتك جاي ولا نلغي مواعيد النهاردة كلها؟.. خالد:ف مواعيد ايه النهارده؟.. سيلا:المفروض ف اجتماع كمان ساعة ونص مع مندوب الشركة البريطانيه الي هتستلم الشحنة الجايه بعدين اجتماع مع مهندسين المباني الجديدة.. خالد:امممم.. خلاص تمام.. ساعة وجاي.. أغلق خالد الخط معها دون سماع اجابتها ثم قال لجومانا:انا اسف ي قلبي.. مضطر امشي بقى عشان عندي اجتماع مهم اوي ماينفعشي يتأجل.. جومانا:اوك يا قلبي مافيش مشكلة.. بس الخروجة دي ماتتحسبش.. خالد:اكيد طبعا يا قلبي.. الجايات كتير.. يالا عشان اوصلك قبل ما اروح الشركة.. وبالفعل نهضت معه جومانا واتجها الي السيارة وقام بايصالها الي الفيلا الخاصه بها.. حيث انها تعيش ف مصر بمفردها بينما والدها يعيش ف امريكا..ثم بدا خالد ف القيادة متجها الي الشركة وكان طوال الطريق يستمع الي اغنيه (اللي مشيوا) للمطرب رامي جمال..
"اللي مشيوا كتير بجد.. واللي فضلوا قليلين.. الحبايب كل يوم بيقلوا واحد.. كل قُرب نهايته بُعد.. طب نهاية البُعد فين؟.. ولا هو البُعد شاطر.. بس ياخد؟.. ي سنين جايين خليكي احن من الماضي.. ماحناش ناقصين.. هنفارق مين المرة دي.. ماحناش قادرين وحياتك تاني ع الحرمان.. وحياة الشوق ي سنين وحياتك تراضينا.. وبلاش ف اعز الناس وحياتك تاذينا.. وحياه حبايبنا الي اخدتيهم منا زمان.. الي لمسه ايده حضن.. والي حضنه كأنه بيت.. والي وقت الجرح.. كان دايما مكانه.. كل يوم الشوق يحن.. كل يوم بنقول ياريت.. الي جاب الناس دي لينا.. قلب تاني🖤.."
الذين غادروا من حياتي كثيرون وقد كنت احمق عندما اعتقد أنكِ غيرهم وانكِ انتي الوحيدة التي ستظل معي للنهايه.. ولكن قد اكتشفت ان لا أحد يظل للنهايه..ثم بعد عشر دقائق وصل خالد الي الشركة وصعد الي مكتبه ولكنه لم يجد سيلا ع مكتبها.. فقال لهالة:هي سيلا فين؟.. هالة:نزلت الأرشيف تجيب شويه ورق من تحت.. خالد:تمام.. لما تطلع ابقى ابعتيهالي ع المكتب جوا.. هالة:حاضر يا فندم.. دخل خالد الي مكتبه وظل يراجع بعد الأوراق حتى يحين موعد الاجتماع.. ف تلك الاثناء.. كانت سيلا ف الاسفل ف الأرشيف.. فقد كانت تراجع بعض الملفات ووجدت ان هناك أوراق غير موجودة.. فذهبت للأرشيف حتى تجلبها.. فتح لها الحارس باب الأرشيف ودخلت سيلا اليه.. كان المكان عبارة ع ارفف كثيرة وتلك الرفف مليئة بالملفات مختلفه الاحجام..ظلت سيلا تبحث عن الأوراق المطلوبة ف مختلف الملفات.. بينما ف الأعلى ف مكتب خالد.. حان موعد الاجتماع.. وبالفعل اتجه خالد مع هالة الي غرفه الاجتماعات لاستقبال مندوب الشركة البريطانية.. وظلا يتحدثان ف الصفقة التي بينهم.. وفجأة حدث شئ لم يكن ف الحسبان.. فقد انقطعت الكهرباء..تعجب خالد من ذلك الأمر وقال للمندوب:Don't Worry.. It is a little Problem.. We are going to fix it.. ثم قال لهالة:روحي شوفي ايه الي حصل وحليه بأسرع وقت.. هالة:حاضر يا فندم.. كانت هالة ع وشك الذهاب ولكن خالد قال لها بعد أن نهض من مقعده وع وجهه بعض من علامات الخوف الغير مبرره له ايضا:هي سيلا فين؟.. هالة:لسه ف الأرشيف تحت.. هنا لم يشعر خالد بنفسه الا وهو يهرول الي الخارج وظل مهرولا الي الاسفل بأسرع ما يمكن حتى وصل إلى الأرشيف ودخل مسرعا وظل ينادي عليها ف نبرة مليئة بالهلع والخوف.. وظل يبحث عنها حتى وجدها ف احد زوايا المكان جالسه كالقرفصاء وكانت ترتجف بشده.. اقترب منها خالد وقال لها:سيلا.. سيلا انتي كويسة؟.. سيلا بخوف وارتجاف:خالد.. خالد قولها تخرجني.. والله ماعدت هعمل حاجة وهسمع.. كلامها.. قولها تخرجني والنبي.. قام خالد بالجلوس بجوارها وقام باحتضانها بقوة وهي وضعت راسها ع صدره وقامت بمحاوطته بذراعيها وهي ترتجف مثل الأطفال ودموعها تنهمر بلا توقف..ظل خالد محتضنها هكذا ولم يتحدث باي كلمه..تري ايا منهم هو من يحتاج ذلك الاحتضان؟؟..
ي ترى ايه طبيعة علاقة جومانا وخالد؟.. ي ترى ايه سبب كره نور ليها؟.. ي ترى ايه سبب خوف سيلا؟.. ي ترى خالد عمل كدا بسبب حبه ليها ولا سبب تاني؟..
اذا كنتم تودون معرفه الاجابه.. انتظروني ف الحلقات القادمة 🔥🔥♥️.. رايكم دائما يهمني♥️😍.. قراءة ممتعة♥️♥️..
