.......... البارت السادس عشر..........

754 29 11
                                    

يقال ان رب صدفة خير من ألف ميعاد.. فكم من صدفة حدثت وقامت بتغيير حياتك جذريا سواء عند دخول أشخاص جديدة ف حياتك.. جعلك تفعل شئ جديد.. جميع قصص الحب بدأت من صدفة.. هذا ما كان خالد يفكر فيه عندما رأي تلك النظرات بين عامر وجومانا..فهو يعلم جيدا ماذا تعني تلك النظرات؟.. فقام هو بقطع تلك اللحظة عندما قال:عامر.. اقدملك جومانا زميلة عمل وصديقتي.. جومانا اقدملك عامر المصري.. رائد ف المباحث وابن خالتي..
جومانا بابتسامة خفيفة:اهلا وسهلا بحضرتك..
عامر بابتسامة:اهلا بيكي.. طب خالد انت هتعمل ايه؟..
خالد:والله مش عارف.. هستنا لحد ماتفوق واشوف بقى رأيها.. لان مستحيل انفذ حاجة من غير رأيها..
عامر:خلاص تمام انا هسيبهم ف الحجز لحد ماتشوف هتعملوا ايه؟..
خالد:خلاص تمام..
عامر:طب انا همشي بقى عشان عندي شغل.. مش عايز مني حاجة؟..
خالد:اه.. معلشي ممكن توصل جومانا يعني الوقت اتأخر وكمان هي متبرعة بالدم ومش لازم تسوق..
جومانا:لا لا انا كويسة وبعدين ماتعطلهوش هو قالك عنده شغل..
عامر:لا ابدا ولا تعطيل ولا حاجة.. اهم حاجة سلامتك..
ابتسمت جومانا ابتسامة خفيفة رغم عنها فهذه المرة الأولى التي تشعر بها باهتمام أحدهم..ثم قالت لخالد بابتسامة خفيفة:طب انا همشي بقى.. بس هبقي اتصل كل شويه اطمن عليك وعليها.. مش عايز حاجه؟..
خالد بابتسامة:شكرا ي جومانا بجد مش عارف اشكرك ازاي ع الي عملتيه دا..
جومانا:ماتشكرنيش انا ماعملتش حاجة.. يالا باي..
وخرجت من الغرفة وكان عامر لازال ناظرا الي الباب حيث خرجت وع وجهه ابتسامة خفيفة.. قاطعه خالد قائلا:مشيت ع فكرة.. حصلها بقى..
اكتفي عامر بالابتسام اليه ثم قال:ابقى طمني.. باي..
وتركه وذهب.. نظر خالد الي سيلا ثم امسك بيدها وفاض ف عقله سيلا من الذكريات...
............................ Flash Back.......................
حل الصباح وهو يحمل معه احداثا جديدة ولكن ي ترى اهي سعيدة ام حزينة؟.. ف فيلا الكاشف وبالتحديد ف غرفه سيلا.. لم يزر النوم سيلا طوال الليل..مر عليها ليلها وهي بين شهقاتها المكتومة كالعادة وبين تلك القطرات الفضية الثائرة من عيونها.. وكذلك حيرتها.. لما ابكي؟.. وما شأني بكل ذلك؟.. هل ابكي لانه كذب على؟.. ام ابكي من خوفي ان يكن ما قالته حقيقي؟.. إن اكون مجرد تسليه بالنسبه اليه بعدما.. بعدما أصبحت أكن له مشاعر.. مشاعر غريبه لم أشعر بها من قبل.. هل ابتعد بتلك السهوله؟.. ظلت هكذا حتى قطع تفكيرها صوت رنين هاتفها معلنا عن قدوم اتصال وعندما رأت الرقم وجدته رقم خالد.. كانت مترددة.. هل تجيب ام لا؟.. لم تجب ف اول مره.. فاعاد خالد الاتصال مرة أخرى.. فقررت الرد.. أجابت بصوت مبحوح من كتم البكاء:الو..
خالد:الو.. ايوا ي سيلا.. صباح الخير..
سيلا بنفس نبرة الصوت:صباح النور..
خالد بقلق نوعا ما:سيلا انتي كويسة؟..
سيلا:اه.. اه كويسه.. ليه؟..
خالد:صوتك بيقول غير كدا.. انتي جايه الجامعه النهارده؟..
سيلا:لا مش هاجي النهارده..
خالد:ليه؟.. فيكي حاجة ولا ايه؟..
سيلا:تعبانه شويه بس.. انا اصلا كنت هكلمك عشان اقولك يعني عشان لو عملت اجتماع للTeam ولا حاجه..
خالد:الف سلامه عليكي.. طب تعبانه عندك ايه؟.. حاسه بايه؟..
شعرت سيلا انها لن تستطع التحكم في نفسها اكثر من ذلك فقالت له:معلشي ي خالد انا مضطرة اقفل.. سلام..
واغلقت الخط دون سماع اجابته.. وأكملت نوبه البكاء.. ولكن فجأة جاء ف داخلها صوت ما يقول لها:لازم تروحي تواجهيه وتفهمي منه هو عمل كدا ليه؟.. لازم تعرفي دا حقيقه ولا لا؟.. مش كل الصحاب صحاب ي سيلا.. ماتقتنعيش بكلام حد غير لما تتأكدي..
وبالفعل استمعت سيلا لذلك الكلام وقامت بتغيير ملابسها وهبطت للاسفل وغادرت دون التحدث لأي شخص.. وقامت باخذ سيارتها واتجهت الي الجامعه فهي تعلم انه هناك الان.. وصلت سيلا للجامعه ودخلت الي كافيتيريا الكليه.. فوجدته جالسا ف نفس المكان الذي جلسوا فيه من قبل ممسكا بهاتفه.. اتجهت سيلا اليه وكانت ع وشك الاقتراب اكثر.. حتى وجدت حبيبه متجهة اليه.. قررت سيلا الاختباء خلف تلك الشجرة الكبيرة لترى وتستمع لما سيقولوه.. اتجهت حبيبه الي خالد وقالت:صباح الخير..
خالد بضجر وهو لازال ينظر للهاتف:صباح النور.. نعم؟..
جلست حبيبه ع الكرسي المقابل له وقالت:خير.. قاعد لوحدك يعني؟..
خالد:ودي فيها ايه يعني؟.. عادي.. وبعدين اظن انه حاجة ماتخصكيش..
وضعت حبيبه يدها ع يد خالد وقالت له:وحشتني..
نزع خالد يده وقال ببرود:ماتجيبي من الاخر كدا.. انتي عايزة ايه؟..
حبيبه:عايزة نرجع لبعض.. خالد انا لسه بحبك..
خالد:لا والله.. تصدقي صدقتك.. بس للاسف بقى..مش هقدر اقولك نفس الكلام..
حبيبه:ليه؟.. ليه ماتقدرش؟.. خالد انا بحبك ومتأكدة انك لسه بتحبني.. خالد انا اول حب ف حياتك..
اغلقت سيلا عيونها بوجع عندما سمعت ذلك ثم فتحتها مرة أخرى عندما قال خالد:لا sorry بقى.. انتي اول ارتباط.. يعني لعب عيال.. مش اول حب خالص..وبعدين ي حبيبه مش هنضحك ع بعض.. انا عارف اصلا انتي كنت معايا ليه وعارف كمان انتي سيبتيني ليه؟.. بس اقولك.. والله العظيم مازعلت.. لان قليل الاصل خسارة يتزعل عليه.. ف عشان كدا بقولك حيلي عن دماغي بقى وولا كأننا نعرف بعض..
ونهض من مكانه وكان ع وشك الإبتعاد ولكنها استوقفته قائله:كل دا عشان الست سيلا؟..
استدار خالد إليها وقال بابتسامه:طب كويس انك عارفه..
وقفت حبيبه أمامه وقالت:طب ليه؟.. ليه هي؟..
خالد بابتسامه وثبات:عشان بحبها وعمري ماحبيت ولا هحب غيرها..
وقعت هذه الجمله كالصاعقه ع قلب سيلا.. انه يحبني.. حقا يحبني انا.. قالت حبيبه بسخريه:وانت فاكر انها هتصدقك؟..
خالد:وايه الي يمنع؟..
حبيبه:حاجات كتيرة اوي.. مثلا انه سيلا تمنعها عزة نفسها انها ترتبط بحد كان مرتبط بصاحبتها.. مثلا خوفها انها مش هتصدقك اصلا انك بتحبها.. عارف ليه؟.. عشان انا بعتلها صورتنا ي قلبي.. يعني اي حاجة هتقولها مش هتصدقك...
اغلق خالد عيونه بغضب وقال:وانتي فاكرة بقى انها لما تعمل معايا كدا انا هرجعلك؟.. تبقى بتحلمي.. حتى لو مش هنبقي لبعض.. كفايه عليا اني اعيش وحبها جوا قلبي.. روحي اتعالجي احسنلك.. سلام..
وتركها وذهب.. جلست حبيبه بغضب شديد مما حدث.. فهي لم تكن تخطط ان هذه ستكون ردة فعله.. وجدت حبيبه شخص ما يقف أمامها.. فرفعت وجهها.. فوجدتها سيلا.. شعرت حبيبه بالتوتر نوعا ما ان تكن سيلا قد سمعت ما قاله خالد.. فوقفت حبيبه وقال لسيلا:سيلا.. انا...
قاطعتها سيلا قائله:انتي ازبل واحدة انا شوفتها ف حياتي.. انتي ازاي كدا؟.. دا انا اعتبرتك صاحبتي.. تعملي فيا كدا؟.. انتي ايه ماعندكيش ضمير..
حبيبه بسخريه:وانتي فاكرة اني كدا هسيبهولك بقى واقولك انا اسفه وغصب عني ومش عارفة ايه.. لا ي قلبي.. خالد ليا مش لحد غيري..
سيلا:انتي بجد انسانه مريضه ومحتاجة تتعالجي..انتي مش بتحبيه.. انتي عايزاه وبس.. بجد انتي صعبانه عليا.. ربنا يشفيكي..
وتركتها سيلا وذهبت.. كانت حبيبه تنظر اليها بتوعد شديد.. ساريكم ما باستطاعتي فعله.. قررت سيلا العودة للمنزل وبالفعل عادت للمنزل ووجدت ضيوفا مع والدها.. يا الله هل ينقصني ذلك؟.. دخلت سيلا حتى تلقي التحيه ع الضيوف.. فوجدت والدها ووالدتها يجلسون مع شاب صغير.. تقريبا ف أواخر العشرينات.. دخلت سيلا.. فقالت لها اميرة:تعالي ي سيلا سلمي ع هشام..
اتجهت سيلا الي ذلك المدعو هشام وقامت بالقاء التحيه دون تصافح.. فهي لا تحب أن تصافح اي أحدا من ذلك الوسط العقيم.. قال لها هشام بابتسامه:اتشرفت بمعرفتك.. اونكل عمر بيحكيلي عنك كتير..
هنا ابتسمت له سيلا ابتسامة سخريه فقد ايقنت من تلك الجمله انه منافق.. ف أبيها لا يتحدث عنها ابدا لانه لا يحبها وكذلك والدتها أيضا.. منافق مثلهم.. لم تستطع سيلا البقاء اكثر من ذلك.. ف استأذنت وصعدت الي غرفتها.. ملاذها الأمن.. صعدت سيلا الي غرفتها وقامت بإغلاق الباب بالمفتاح كالعادة حتى لا يزعجها احد.. دخلت سيلا وكانت مشاعرها ف حيرة.. بين سعادتها انها تأكدت ان خالد يحبها حقا وانها ليست مجرد تسليه بالنسبه اليه.. وبين حزنها مما فعلته حبيبه.. فقد اعتبرتها صديقتها.. لما بداخلها كل ذلك الشر؟.. قطع تفكيرها صوت رنين هاتفها معلنا عن قدوم اتصال وعندما رأت الرقم وجدته رقم خالد.. فاجابت سيلا:الو.. ايوا ي خالد..
خالد:ايوا ي سيلا.. عامله ايه دلوقتي؟..
سيلا:الحمدلله احسن كتييير..
خالد:طب الحمدلله.. انا بس كنت بتصل اطمن عليكي..
سيلا:ميرسي ع ذوقك يا خالد..
خالد بتردد نوعا ما:سيلا.. هو.. هو انا ينفع اشوفك النهارده؟..
تعجبت سيلا من ذلك الطلب ولكنها قالت:اوك.. فين؟..
فقام خالد باعطائها عنوان احد الكافيهات التي تقع ع النيل.. واخبرها بالمعاد واتفقوا ع المقابله ثم أغلق معها الخط بسبب المحاضرة.. ظلت سيلا ف غرفتها كالمعتاد وكان هناك صوتا بداخلها يخبرها ان ذلك الموعد حتى يخبرها بحقيقة علاقته مع حبيبه واذا فعل ذلك حقا.. فإن حبه صادق.. وطلبت من الخادمة ان تجلب لها الطعام ع غرفتها كالمعتاد.. وبالفعل مر اليوم عاديا حتى جاء الموعد.. قامت سيلا بتغيير ملابسها وارتدت هكذا..

وسنلتقي💔Where stories live. Discover now