أغمض عينيه آمالا أن يختفوا كما إختفت رؤيته بينما يصم أذنيه من همهماتهم المزعجة
تعالى صوته تدريجيا ليتحول لصراخ متهدج الأوصال: "إبتعدوا ! إبتعدوا!"
لينقطع ذاك المشهد فجأة بصوت أنفاسه الشاهقة لما ما تبقى من هدوء وهاده
لقد عاودته تلك الكوابيس المزعجة مجددا
عدل جذعه العلوي و أسند ظهره العاري على السرير، أسقط كفه على الطاولة الصغيرة بجانب الصغيرة يحركها بعشوائية لتتصادم مع أقراص الأدواية الكثيرة و يلتقط إحداها كتب عليها سيروكويل 100
تناوله بنهم ليبتلع كوب ماء بعدها ليتوقف عن الشرب و يمسح قطرات الماء بينما يتمتم :
-" هل أجعله يزيد الجرعة إلى 200 ؟"
"لما بحق السماء تلك الكوابيس لا تتركني و شأني؟ هل لهذه الأدوية معنى حتى ؟"
ذات الكابوس و ذات الوحوش ، ندوب تآكلها الدهر و لم أعد أشعر بأنينها ليلا
كم أكره ذاك المشهد ، يشعرني بالتقزز، التقزز من ذاك الطفل الذي من المفترض أنه أنا
ضعيف الحيلة ، جبان العزيمة يثير الإشمئزاز و الشفقة