6|| شِينْ : حُلْوَتِي

524 42 45
                                    

ظلام مكدس فوق تلك الزوايا الضيقة ، يكاد لا يلمح منها سوى بصيص ضوء متسربا من ثقوب الجدار الخشبي البالي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ظلام مكدس فوق تلك الزوايا الضيقة ، يكاد لا يلمح منها سوى بصيص ضوء متسربا من ثقوب الجدار الخشبي البالي

صمت يقتحمه نحيبه المتلاحم مع صدى البرودة التى نحتت عظامه ، متكورا على الأرض العارية من الدفء

يضم ركبتيه الصغيرتين لصدره ، يحاول إحتواء رعشات خوفه الجامح

خيالات سوداء حوله بهمهمات غير مفهومة بينما يستمر ذاك الطفل مراقبتهم بأوصال تآكلت ذعرا

يتمتم بكلمات متقطعة تبكي رجاء :"إبتعدي أيتها الوحوش ."

أغمض عينيه آمالا أن يختفوا كما إختفت رؤيته بينما يصم أذنيه من همهماتهم المزعجة

تعالى صوته تدريجيا ليتحول لصراخ متهدج الأوصال: "إبتعدوا ! إبتعدوا!"

لينقطع ذاك المشهد فجأة بصوت أنفاسه الشاهقة لما ما تبقى من هدوء وهاده

لقد عاودته تلك الكوابيس المزعجة مجددا

عدل جذعه العلوي و أسند ظهره العاري على السرير، أسقط كفه على الطاولة الصغيرة بجانب الصغيرة يحركها بعشوائية لتتصادم مع أقراص الأدواية الكثيرة و يلتقط إحداها كتب عليها سيروكويل 100

تناوله بنهم ليبتلع كوب ماء بعدها ليتوقف عن الشرب و يمسح قطرات الماء بينما يتمتم :

-" هل أجعله يزيد الجرعة إلى 200 ؟"

"لما بحق السماء تلك الكوابيس لا تتركني و شأني؟ هل لهذه الأدوية معنى حتى ؟"

ذات الكابوس و ذات الوحوش ، ندوب تآكلها الدهر و لم أعد أشعر بأنينها ليلا

كم أكره ذاك المشهد ، يشعرني بالتقزز، التقزز من ذاك الطفل الذي من المفترض أنه أنا

ضعيف الحيلة ، جبان العزيمة يثير الإشمئزاز و الشفقة

كم أكرهك ! يا لك من عار في وصمة تاريخي

ما بعد الأبدية || K.THWhere stories live. Discover now