البارت العشرين ❤️

2.1K 53 0
                                    


"رجعت لكم وراح احاول انزل بارتات كثير واخلص الرواية"

أظلمت الدنيا بالفعل ، وهي لا زالت بعيدة عن عائلتها وبيتها .
لا تدري إلى أين عليها الذهاب .
أنهكها التعب والجوع ، حيث لم تتناول شيئا منذ الصباح .
كرهت أن تأكل ما لمسته يد ذلك الخبيث اللعين سلمان .
مر يوم ونصف بالضبط ، أو ستكمل يومين وهي لم تضع شيئا بفمها سوى الماء !
كان عليها أن تأكل وتتقوى على الأقل !
حتى لا تنهار وتسقط بهذا الشكل مرارا وتكرارا ، وتحدث هذه الكدمات في أماكن مختلفة من جسدها الواهن .

سقطت جالسة مجددا ، وتأوهت حين احتكت يدها بالأرض الخشنة .
رفعتها وهي تحاول النظر إليها من خلال بعض الأنوار الخفيفة المنتشرة في أنحاء ذلك المخطط الحديث .
تشعر بالرعب يدب في أوصالها ، تخاف أن يخرج أحد من تلك المباني فيؤذيها .
كانت تفتقر الثقة إلى الغرباء على أي حال ، بالطبع ستنعدم الثقة أكثر بعد أن حصل ما حصل الآن !
في لحظة ما تمنت لو أنها بقيت بداخل الشقة ، ولم تخرج وتضيع بهذه الطريقة .
فالأمان ضائع على أي حال .
ولكن لو كانت هناك وفعلت ما قاله سلمان ، وخدعته .. لتمكنت من العودة على الأقل .
حينها كانوا اخوتها سيتصرفون بالتأكيد .
ولكنها لا تُلام ، لم تكن في موقف يسمح لها بالتفكير جيدا .
كل ما كان يهمها هو ان تفر من سلمان، ولا يُعاد ما خصل تلك المرة.
استجمعت قواها مجددا بعد أن زفرت أنفاسها ، ونهضت تسير ببطء وعلى غير هدى ، وهي تترنح من شدة التعب والوهن .
تسارعت دقات قلبها واتسعت عيناها حين أبصرت أنوار سيارة آتية من بعيد .
ابتلعت ريقها وهي تبتعد إلى جانب الطريق ، وتختبئ خلف صخرة كبيرة نوعا ما .
حتى اختفت السيارة بعد أن مرت من جانبها .
لتتأفف بعد ذلك ، هل كان عليها طلب المساعدة !
لمَ هربت إذا ؟ ولمَ هذا المكان خالٍ بهذه الطريقة المفجعة .
اتكأت بظهرها على الصخرة وأغمضت عيناها ، لتتبلل وجنتيها مجددا ، وهي تضع يدها على صدرها وتدعوا الله من كل قلبها أن ينقذها ويخرجها من هذه المصيبة .
بعد مضي بعض الوقت ، وبعد أن حاولت تقاوم الخوف وتطلب المساعدة من أي من يمر من الشارع ، ولم تتمكن من ذلك .
استودعت الله نفسها وهي تعود إلى المبنى الذي به شقة سلمان .
ستخبره أنها موافقة للزواج به بعد أن يعيدها إلى عائلتها ، ثم لكل حادث حديث .
بما أنه لا توجد أي حيلة مع ضعفها ذلك !
الآن فقط فهمت وعرفت الحقيقة ، وهي عائدة إلى وكر الثعلب .
أن نفسها حقيرة وضعيفة للغاية .
وأنها لا تستحق العيش في هذه الحياة .
التي لم تفعل بها شيء سوى قبول الضعف والهوان .
لو كان اللعن حلالا وجائزا ، لربما لعنت نفسها ألف مرة .. والعياذ بالله من لو ، وما تؤدي إليها ( لو ) !

رفعت رأسها تنظر إلى الشقة المضاءة أنوارها وهي تبتلع ريقها .
ترقرقت عيناها مجددا ودقات قلبها تتسارع أكثر ، حتى ظنت أنه ربما سيتوقف بعد قليل بسبب ذلك .
التفتت إلى الخلف حيث الطريق الذي أتت منه ، وهزت رأسها نفيا مرات عدة وهي تبصر سيارة سلمان .
لتسرع الخطى خلف المبنى .
وتختبئ هناك ، وهي تشتم نفسها مجددا .
إن بقيت تتردد وتختلف مع نفسها هكذا ، ستموت لا محالة !
الآن لا تعتقد أنها ستتمكن من الذهاب أمامه !
لا تأمن جانبه أبدا ، لن تثق به وبخطته الحمقاء بالتأكيد .
نعم ، تفضل الموت على العودة إليه .

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.Where stories live. Discover now