البارت الخامس عشر ❤️

2.7K 50 4
                                    

يبدوا أنها أشغلت نفسها تماما في العشر سنوات الماضية ، لذا الفراغ بالنسبة لها قاتل للغاية .
تبا لفيصل ، وللصدفة التي أوقعتها في طريق فيصل .
لم يكفيه افساده لحياتها ، بل حرمها حتى من عملها الذي تعشقه رغم صعوبته في بعض الأحيان .
خرجت من المطبخ تحمل بيدها صينية طعام كبيرة ، رتبت عليها عدة أصناف من الطعام .
حضرتها كي تسلي نفسها بالطبخ وتناول الطعام على الأقل .
وضعتها على الطاولة الصغيرة ، ثم اتجهت ناحية غرفة يُمنى التي لم تراها منذ الصباح حتى هذا الوقت ، وقد أسدل الليل ستاره منذ ساعة تقريبا .
لم تعرف من قبل أن يُمنى غريبة إلى هذا الحد .
تأتيها أيام كثيرة تصيبها فيها موجة اكتئاب حادة وغريبة للغاية .
تجعلها تحبس نفسها في الغرفة يوم كامل ربما حتى دون أن تشرب رشفة واحدة من الماء !
حتى وإن شارفت على الموت من العطش والجوع ربما لن تخرج !
طرقت الباب بخفة تنادي بإسمها ، لتفتح لها يُمنى على الفور .
حسناء / لحظة انصدمت ، فتحتي على طول هالمرة !
يُمنى بملل / أقفل ؟
جذبتها حسناء من ذراعها / لا يا النفسية تعالي اجلسي معي ، أنا شوي وأموت من الطفش وانتي بعد أكيد بتموتين قبلي .
ساقتها حتى جلستا على الأريكة ومدت إليها حسناء كوب عصير / بلّي حلقك قبل .
يُمنى / عندي ثلاجة ترى بغرفتي لو نسيتي .
عقدت حسناء حاجبها تتفحص ملامحها تحاول فهم ما بها / طيب ؟ الحين إيش ؟
يُمنى باستغراب / إيش ؟
حسناء / إيش قاعد يصير معك ؟ ليش حابسة نفسك من لما جيت من بيت خالتي ؟
أكملت حين وجدتها صامتة / مشغلك موضوع الزواج ؟
هزت يُمنى رأسها بإيجاب / إيه .
حسناء / انتي راضية من البداية ، وانتي أقنعتي أبوي ، وانتي تعاندين ، المفروض تكوني مبسوطة !
يُمنى بهدوء / انتي إيش رايك ؟
حسناء بجدية / ما عندي راي يا يُمنى ، ما دامك قدرتي تفكرين حتى مجرد تفكير انك تسوين هالشيء ، وقدرتي تقنعين أبوي معناته انتي مو مهتمة براي أحد أصلا ، انتي بس تبين أحد يقول لك خذي راحتك وسوي اللي تبينه عشان تحسين بالراحة .
رفعت يُمنى عيناها إليها تتنهد بضيق ولم تقل شيء .
لتحاول تغيير الموضوع / وانتي إيش صار معك ؟ موضوع معاذ .
حسناء ، انتي ساكنة معي بس ما تدرين عن شيء ، بموت من الضيق والكبت وانتي بعد حابسة نفسك ، لين اضطريت أفضفض للي هي أبعد عني منك .
رقت ملامح يُمنى بحزن ، لتمسك بذراع حسناء / يا عمري يا حسنا آسفة والله ، مو قصدي أبعد عنك كذا ، بس الأمور اللي قاعدة تصير معي حاليا هي اللي تخيليني بهالحالة .
ضحكت حسناء / أنا لو قعدت أنتظرك تطلعين من هالحالة اللي تتكلمين عنها بيخلص عمري وانتي ما خرجتي .
تجاهلت يُمنى الغضب الخفيف الذي شعرت به .
هل تستخف حسناء بتلك الأمور ؟
التي ربما لو مرت بها لفعلت مثلها بل أكثر !
في الحقيقة ، حسناء أيضا مرت بالكثير ، ولكن مشكلة عن مشكلة تختلف .
على حسب نوعها ، أو على حسب الشخص المتلقي لتلك المشكلة أصلا !
يُمنى / بحاول من اليوم أقعد معك أكثر ، علميني الحين .
حسناء / ولا شيء ، مو راضي فيصل ، رافض تماما لدرجة انه خلى كل أهله يحظروني من جوالاتهم .
يُمنى / ليش ما تخلين سعود يتصرف ؟ إذا طلبتي مساعدته أكيد راح يساعدك .
زمت حسناء شفتيها / ما أبي أتعبه معي ، غير إنه الموضوع شبه مستحيل .
يُمنى / حاولي ما راح تخسرين شيء .
هزت حسناء رأسها بلا مبالاة وهي تقضم قطعة من البيتزا .
رفعتا رأسيهما حين رن الجرس ، لتنهض حسناء وتقترب من الباب باستغراب / مين ؟
أتاها صوت فتاة لم تعرفها / أنا لمياء .
وقفت يُمنى مستغربة واقتربت من الباب حين فتحته حسناء .
رحبت بها حسناء وأدخلتها .
سلمت لمياء على يُمنى التي سألتها / ليش ما علمتيني انك جاية ؟
ابتسمت لمياء / ما بقعد ، بس بعطيك الأغراض وأمشي .
يُمنى باستغراب / أي أغراض .
أدخلت لمياء الأكياس الكبيرة إليها / فستان ملكتك وكل شيء تحتاجينه .
انصدمت يُمنى / ليش ؟
لمياء / احنا عندنا عادة في عايلتنا ، أغراض العروس حق الحفلة تكون على العريس .
حسناء ويُمنى نظرتا إلى بعضهما باستغراب .
يُمنى / بس أنا قد اشتريت وجهزت ، ما كان في داعي تكلفون على نفسكم .
لمياء بابتسامة / هذي هدايا من خطيبك ما ينفع تقولين كذا ولا تفكرين ترجعينها ، لو تبين رجعي اللي انتي اشتريتيه .
ابتسمت يُمنى بارتباك / بس .........
أمسكت لمياء بكتفيها / لا بس ولا شيء هذي الأغراض ما تنرد يا يُمنى ، إذا ما أعجبك الفستان ولا المقاس مو تمام أو في مشكلة كلميني أجي آخذهم وأبدلهم ، تمام ؟
غطت وجهها واتجهت ناحية الباب سريعا قبل أن ترد يُمنى / يلا مع السلامة .
نظرت حسناء إلى الأكياس قليلا وهي متكتفة ، ثم انقضت عليها تخرجها تنظر إليها وهي تبتسم / الله على الذوق الحلو .
تأففت يُمنى / يا ربي ما أبيها أحس فشلة ، وش هالعادة الغبية الموجودة بعايلتهم .
حسناء وهي ترفع الثوب وتضعه عليها / خلاص أجل إذا مو عاجبك بخبيه لملكتي .
يُمنى بتعجب / أي ملكة ؟ لا يكون بتوافقين على بدر ؟
تغيرت ملامح حسناء تدريجيا وتجهمت وهي تشعر بضيق في صدرها / لا وين ، بروح أصلي .
وضعت الأشياء بداخل الأكياس كما كانت واتجهت ناحية غرفتها ، لتسمع يُمنى وهي تقول / صلي استخارة مرة وحدة ، أحس راح تتزوجين قريب .
ابتسمت وهي تجلس وتخرج الأشياء ، تنظر إليها بشيء من الضيق الذي لا يكاد يفارقها .
حقا كان ذوق من اختار الثوب رائعا .
ولكن ذلك لا يهم على الإطلاق ، حتى الثوب الذي اختارته أخذته بعشوائية دون أن تنظر إلى تصميمه ، وهل هو حديث أم لا .
لا تعرف حقا ما هو شعورها بالضبط ، كل ما تعرفه أنها لن تتراجع عن قرارها ، وأنها ستمضي فيه حتى يتم .
ليست راضية تمام الرضى ، ولكنها تتمنى أن ترضى فيما بعد .
فـ طراد كما سمعت عنه ليس شخصا سيئا ، بل سمعته طيبة للغاية .
غير أنها تعرف والدته وشقيقته الوحيدة ، وهما أيضا طيبتان جدا .
يعني لو أنه تقدم إليها وأراد الزواج منها وهي لا تعرف عايض ، كانت لتكون سعيدة جدا بالتأكيد !
نهضت تحمل الأكياس بيدها وتدخل إلى الحجرة ، مرت بها الذكرى مجددا .
مستغربة من ذلك ، أن تلك الحادثة باتت تأتي على عقلها على الدوام .
ربما لأنها قررت تغيير واقعها أخيرا ، وقررت أن تتزوج !

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن