البارت الثالث عشر ♥️

2.8K 55 9
                                    


نهضت من سجادتها بعد أن انتهت من قراءة وردها لتتجه ناحية النافذة .
ابتسمت وهي ترى الجو جميلا والسماء غائمة .
إذا هل المطر على وشك الهطول ؟
رائع إذا .
ستكون هذه أجمل رحلة منذ زمن طويل .
التفتت لتنظر إلى البنات ، تريد النزول ولكن لن تنزل بمفردها بالتأكيد .
اقتربت منهن بعد أن خلعت إسدال الصلاة ، وبدأت تنادي بأسمائهن واحدة تلو الأخرى بخفوت .
حسناء لينا ضحى سمر عفاف !
جميعهن دخلن في سبات عميق.
بعد السهر الطويل تحت ضوء القمر كما يقولون.
هي أيضا سهرت ، ولكنها لن تفوت مثل هذه الأجواء أبدا .
لا بد من أن يُمنى التي نامت مبكرا ستكون مستيقظة .
ارتدت عباءتها وخرجت لتتجه إلى غرفة يُمنى ، طرقت الباب بخفة وهي تنادي بإسمها ، حتى فتحت لها يُمنى .
لتنصدم من وجهها الذي بان عليه أثر السهر .
سألت بإستغراب / ما نمتي ؟ وش هالهالات ؟
دخلت يُمنى وتركتها خلفها ، لتجلس على المقعد بجانب النافذة وتنظر إلى الخارج بشرود ، وهي ترفع رجليها وتضع ذقنها فوق ركبتيها .
جلست نجد أمامها ، لتسأل بفضول / فيك شيء ؟
ظلت يُمنى صامتة لمدة دقيقة ، ونجد تنتظر الإجابة .
لتتنهد أخيرا وتعتدل بجلستها / ممكن تتصلي بعايض ؟ أبي أشوفه شوي ، لو سمحتي نجد .
اتسعت عينا نجد بإستغراب ، قبل أن تسأل قاطعتها يُمنى برجاء / أرجوك نجد لا تقولين شيء ولا تسألين ، اتصلي الحين أبي أكلمه .
هزت نجد رأسها فاغرة فمها بذهول .
لم تتمكن من الإعتراض أمام ملامح يُمنى التي تنبئ بأن شيئا ما قد حصل وأزعجها بشدة ، حتى أنه حرمها من النوم !
يُمنى تقدس النوم في وقته !
بما أنها لم تنم طوال الليل يعني أن الأمر لم يكن عاديا .
كانت شاردة وهي تضع الهاتف على أذنها وتنظر إلى يُمنى الشاردة أيضا وهي تنظر ناحية النافذة .
حتى أتاها صوت عايض الناعس / هلا نجد وش بغيتي ؟
أجابته بصوت منخفض / وينك نايم ؟
عايض / إيه بنام ، في شيء ؟
ترددت وهي تقول / يُمنى تبي تشوفك .
يبدوا أنه فزّ من مكانه وهو مندهش مما سمع / صدق ؟
حزنت عليه بشدة ، يبدوا أنه فرح وظن أن الأمر مثلما يتمنى .
لا يدري عن البركان الذي سيثور بعد قليل / إيه .
رد بلهفة / تمام بنتظرها برة .
أغلقت الخط وهي تزم شفتيها بضيق ، وتنظر إلى يُمنى التي تنتظر الإجابة / وش قال ؟
نجد / ينتظرك برة .
نهضت يُمنى على الفور تحت أنظارها التي لا تزال مستغربة منها وغير مصدقة ما يحصل .
حتى التفتت إليها يُمنى بعد أن انتهت / يلا ؟
اقتربت منها نجد / يُمنى أمانة قولي لي إيش صاير ؟ ليش تبين تشوفينه كذا فجأة ؟
ردت يُمنى ببرود / ممكن شوية خصوصية نجد ؟ هو صحيح الموضوع متعلق بي وبأخوك ، بس اسمحي لي ما أقدر أقول لك شيء ، خليه هو يعلمك بعدين .

حقا .. الأمر غير عاديا على الإطلاق .
أومأت بإيجاب لتلف طرحتها وتسير خلف يُمنى ، حتى استقروا بالخارج ، خلف المنزل كالعادة .
تركتهما وابتعدت حتى يأخذا راحتهما .
ولكنها كانت تترقبهما من بعيد ، والقلق والفضول يكادان يقتلاها .
الطف يارب .
لا تجعل قلب أخي ينكسر مجددا .

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.Where stories live. Discover now